أفاد تقرير نشرته صحيفة “The Sun” البريطانية بوجود تلاعب كبير في نتائج اختبارات الإصابة بفيروس كورونا عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
وقال التقرير، الذي نشر اليوم السبت، إنه بإمكان أي شخص أن يحصل على شهادة سلبية تثبت خلوه من فيروس كورونا عبر “فيسبوك”، مقابل 60 جنيها إسترلينيا (نحو 85 دولارا أمريكيا).
وكشف التقرير عن اسم أحد ممتهني بيع مثل شهادات الاختبارات هذه غير القانونية، وقالت الصحيفة إنه يعرف على موقع التواصل الاجتماعي باسم، مالك يونس، وقام ببيع اختبار “PCR” مزيف لمراسلها السري، باستخدام تفاصيل مسروقة من عيادة في لندن.
وتفاخر المزور قائلا: “هذه بالتأكيد تعمل، فهي تعمل بنسبة 100 في المئة. لقد فعلت ذلك من قبل حوالي 30 مرة ولم أواجه أي مشاكل”.
كذلك، قام مالك يونس البالغ من العمر 18 عاما، وهو من مدينة سباركهيل في برمنغهام، بتزوير اختبار “PCR” سلبي مقابل 80 جنيها إسترلينيا، قام بنسخه من مركز طبي في باكستان.
وأشارت الصحيفة إلى احتمال استعمال أحد الركاب المصابين بالفيروس التحليل المزيف للسفر إلى المملكة المتحدة.
وقال التقرير إن عيادات الاختبار البريطانية والباكستانية لم تكن على دراية بما يقوم به المزور مالك يونس، وولا تعرف أنه يستخدم معلومات خاصة بهم في أنشطته الاحتيالية.
ويبدو أن للشاب وجهة نظر مختلفة عن الوباء، حيث أجاب ساخرا المراسل السري للصحيفة البريطانية لدى سؤاله عما إذا كان مصابا بالفيروس: “لقد عانيت من الأعراض الكاملة ليوم واحد. طلبت مني عائلتي الاسترخاء. لم أستطع، لقد خرجت للتو واستمتعت. لم أستطع البقاء في المنزل”.
واكتشفت “The Sun” مالك يونس من خلال البحث في “فيسبوك”، عبر خاصية البيع في الانترنت التي يوفرها الموقع “Marketplace”.
على إثر ذلك، تم الاتصال بمالك على “فيسبوك ميسنجر”، قبل استمرار الاتصال عبر “واتساب” وتطبيق المكالمات الهاتفية و”فايس تايم”.
وطلبت “The Sun” من مالك شهادة اختبار سلبية مقابل 50 جنيها إسترلينيا، قائلة إن مراسلنها يريد السفر إلى إسبانيا. وبعد تحويل نقدي إلى حساب باسم يونس مالك فضل، وصل مسند فحص مزيف عبر البريد الإلكتروني، بعد 20 دقيقة.
ويحمل المستند الأصلي عنوان بريد إلكتروني لحكومة المملكة المتحدة، بالإضافة إلى اسم وتاريخ ميلاد مختلق وتاريخ الاختبار والبريد الإلكتروني.
وورد في المستند: “عزيزي أوليفر هارفي، نتيجة اختبارك سلبية. لم يكن لديك الفيروس عند انتهاء الاختبار”.
وقال مالك إنه استخدم نفس النموذج المشابه لنموذج وزارة الصحة البريطانية، للسفر إلى برشلونة الشهر الماضي، لكن وزارة الصحة البريطانية أكدت لاحقا أنها لا تقدم شهادات “اختبار سلبي” لاستخدامها في أغراض السفر.
وعلى الرغم من أن مالك أصر على أن نموذج الوزارة الزائف سوف يساعد في السفر إلى إسبانيا، أخبره مراسل الصحيفة أنهم يفضلون الحصول على شهادة من عيادة خاصة.
وللحصول على ذلك توجب دفع مبلغ إضافي قدره 10 جنيهات إسترلينية، وكان مالك قادرا على صنع شهادة سلبية مزيفة تدعي أنها من عيادة لديها مراكز اختبار في عدد من مدن المملكة المتحدة.
والشهادة التي تحمل اسم وتاريخ ميلاد ورقم جواز السفر المختلق الخاص بالمراسل، تحمل اسم الطبيب وتوقيعه أيضا، وقد وصلت بعد 10 دقائق من الطلب.
وفي مكالمة هاتفية مسجلة، قال مالك: “الكثير من الناس يسافرون، لذلك لا يتحققون عن كثب. ما عليك سوى أن تبين لهم الاسم، وهذا كل شيء”.
المصدر: The Sun