بعد أن حقق أبطال الجيش العربي السوري النصر على الإرهاب في الغوطة الشرقية تابع عمال شركة الكهرباء أداء واجبهم في إعادة النور إلى تلك المناطق بعد ظلام الإرهاب ليضيئوا دروبها التي كانت تعج حركة وإنتاجا قبل الحرب.
ورغم برودة الطقس وظروف العمل الصعبة ترتسم البسمة على وجه كل من بسام المرجة وسمير الديراني من عمال الطوارئ في كهرباء كفر بطنا وهما يقومان بإصلاح خطوط التوتر العالي والمنخفض لإيصال التيار الكهربائي إلى أهالي البلدة لافتين إلى ما تعرضت له الشبكة الكهربائية من تخريب وتدمير جراء اعتداءات المجموعات الإرهابية المسلحة على القطاع.
وأوضح العامل بسام المرجة في حديثه لمندوبة سانا انه وصديقه طيلة فترة الحرب كانا يقومان بإصلاح التيار الكهربائي في كفر بطنا وجسرين بينما بين الديراني أن عملهم شاق وصعب لأن الشبكة تتعرض دائما لانقطاعات متكررة بسبب زيادة الحمولات على الشبكات وضعف التغذية في تلك المنطقة.
خالد القوتلي رئيس بلدية سقبا استذكر فترة ما قبل الحرب وما كانت تنعم به البلدة من خدمات وفيرة ولا سيما الكهرباء مشيرا إلى أن 56 محولة كانت موجودة في المدينة قبل الحرب لكونها مدينة حرفية والاعتماد الاساسي لأبنائها على الكهرباء لكن هذه المحطات تعرضت للتخريب ومع تحرير المنطقة على ايدي ابطال الجيش العربي السوري انطلقت ورشات العمل لإعادة تأهيل المحطات وانارة البلدة من جديد.
ولا يختلف المشهد كثيرا في دوما عن سابقه فآثار الارهاب واضحة في كل مكان حيث عمدت التنظيمات المسلحة إلى قطع الاسلاك وهدم الابراج وسرقة الاكبال وفقا لنسرين دياب من قسم كهرباء دوما التي بينت أنه قبل الحرب لم يكن هناك شكاوى من قبل الاهالي لافتة إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة لعودة المنظومة الكهربائية الى سابق عهدها.
وللوقوف على واقع العمل في محطات التحويل التقت سانا عددا من المديرين الذين استمروا على رأس عملهم ولم يغادروا اماكنهم وحافظوا على المعدات والتجهيزات رغم تعرضهم المستمر للخطر حيث يروي رئيس محطة تحويل سقبا عبد العزيز النرجي انه ورفاقه لازموا المحطة رغم التهديدات الكبيرة التي طالتهم من العصابات الإرهابية المسلحة موضحا أنه قام بتأمين مداخل المحطة وتدعيم أبوابها ونقل المدخرات “البطاريات” الخاصة بالتشغيل والبالغ عددها 44 إلى منزله منذ عام 2012 حتى تحرير المنطقة عام 2018.
وأشار النرجي إلى إعادة تأهيل وصيانة محطة سقبا التي تغذي مدينة سقبا وعربين وزملكا وحمورية وكفر بطنا وجسرين وافتريس وصيانتها وفحص مدخراتها للتأكد من فعاليتها وجاهزيتها للعمل لافتا إلى أن لديهم محولتين باستطاعة 20 ميغا واط وبحاجة إلى محولتين باستطاعة 30 ميغا واط لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة.
في المحطة التي وصلت نسبة الضرر إلى نحو 90 بالمئة بحسب رئيس المحطة محمود سريول وبعد تحريرها تم العمل على إعادة إصلاح المحطة والخلايا حيث أهلت خلية واحدة من أصل ثلاث خلايا وعادت للعمل بجهود عمال الكهرباء .
وخلال سنوات الحرب واجه عمال محطات الكهرباء في الغوطة الشرقية معاناة كبيرة في الوصول إلى أماكن عملهم وهو ما ذكره العامل جمعة ضميرية قائلا.. كنا نسير يوميا أكثر من أربعة كيلومترات للوصول إلى المحطة لتغذية مناطق.. ضاحية الأسد وصيدنايا ومخيم الوافدين ومطحنة الأسد”.
محطة القابون 3 التي تعد من أحدث المحطات في سورية وفق خالد فرعون رئيس المحطة حيث تم وضعها بالخدمة عام 2006 وفيها أربع محولات والاستطاعة العظمى لها 500 ميغا واط حاليا ولا تغذي إلا المخارج القريبة منها الخماسية ومنطقة عربين موضحا أن نسبة الإنجاز في المحطة وصلت إلى 90 بالمئة حيث تم تبديل المحولات الخارجية وتركيب كابلات توتر عال وشبكة هوائية جديدة.
وطيلة سنوات الحرب استنفرت الطاقات العاملة في الوزارة للحفاظ على ما تبقى وإعادة تأهيل المدمر من محطاتها حيث أوضح مدير مؤسسة النقل والتوزيع المهندس فواز الظاهر أنه بعد اندحار العصابات الإرهابية المسلحة بدأت الوزارة بإحصاء الأضرار ووضع خطة لإعادة الإصلاح والتأهيل حيث تم تأمين 4 محطات تحويل في سقبا ودوما 1 و2 وعدرا 1 وتم تجهيز محطة في الحسينية وأخرى في السيدة زينب كما تم وضع عدة مراكز تحويل بالخدمة في النشابية والهيجانة وسقبا وعربين ودير قانون وقدسيا وهناك خطة في المستقبل لإعادة تأهيل كل مكونات الشبكة.
سانا