الأدب الروائي السوري زمن الحرب في “رؤى أدباء ونقاد”

قدرة الرواية في سورية على مواكبة الحرب بمجرياتها وما خلفته من تداعيات ورصدها لآثارها في نفوس السوريين محاور تداعى لمناقشتها مجموعة من الأدباء والنقاد ضمن اللقاء الشهري “شام والقلم” الذي استضافه المركز الثقافي العربي في أبو رمانة.

الروائي والناقد نذير جعفر أوضح في مداخلته أن الرواية دخلت هذه الحرب من أوسع أبوابها وهناك روايات كتبت بالدم في حين أن هناك روايات أخرى زورت الحقائق وتبعت الإعلام المضلل وانساقت في صف العدوان مشيراً إلى أن نجاح المبدع يكون بقدر استجابته ومدى تفاعله وإحساسه واستشعاره وتنبؤه بمسارات ومألات هذه الحرب وتأثيراتها وقدرته على رؤية وقول ما لم يقله أو ما لم يره الآخرون بأساليب وتقنيات جديدة ومخيلة تكسر الرتابة والمألوف ولا تقف على السطح.

وبين جعفر أنه هناك ما يزيد على 200 رواية وبضع روايات عربية عن الحرب على سورية وهي خمسة أنواع الأول استعاد تاريخ الثمانينيات عبر سردية تربط بين الأمس واليوم بينما الثاني ينجرف إلى مستوى التقارير المحكوم بالعداء وتصفية الحسابات واكتفى الثالث بدور الشاهد الذي يدون يومياته على غرار ما كتبه البديري الحلاق عن جرائم جنود الاحتلال العثماني والسائرين في ركابه أما الرابع فاتخذ منحى فلسفياً لفهم ما يحدث عبر الحفر عميقاً في دواخل النفس البشرية كرواية حسن صقر “شارع الخيزران” والنوع الخامس هو الروايات التي عايشت الفقد والمعاناة وانتصرت لحقيقة ما يحدث كرواية “مفقود” لحيدر حيدر و”طابقان في عدرا العمالية” لصفوان ابراهيم.

وتساءلت الروائية إيمان شرباتي في مداخلتها عن مدى نضج التجربة الروائية والحدث ما يزال طازجاً والحرب مستمرة وخاصة أن هنالك روايات خالدة كالحرب والسلم لتولستوي كتبت زمن شيوع السلام ما أتاح لها فرصة التأمل والابتعاد عن التقريرية والجنوح إلى الخيال والإبداع والابتكار ما يعطيها صفة الديمومة.

أما عن روايتها “بنت العراب” التي كتبت 2015 فأوضحت شرابي أن هذه الرواية قصة حب كانت الحرب خلفية لأحداثها وأفسحت المجال لتطور الشخصيات وتشابكها في ظل ما يحدث دون أن تتناول ضجيج المعركة وسعت لتجنب التقريرية التي سقط فيها الكثير من الأعمال.

الروائي محمد الحفري بين أن الرواية الوثائقية حاضرة في الأدب وهذا لا يضر بالفن بل يزيده تنوعاً وجمالاً مشيراً إلى أن بعض كتاب الجيل الجديد اشتغل على التقنية ونسي الحكاية وهذا لا يجوز فالشرطان متلازمان لكن الحكاية تتفوق قليلاً لأننا نحن أبناء هذا الوجع.

الحفري الذي أنجز روايتين عن الحرب هما “جنوب القلب” و”ذرعان” إضافة إلى عدد من القصص كانت الحرب محورها أشار إلى عدد من الروايات كان محورها تداعيات أحداث هذه السنوات العشر منها “زناة” و”آثام” لسهيل ديب و”غزلان الندى” لعلي المزعل و”شمو” لمحمد الطاهر و”ألسنة اللهب” لمنال رشيد أبو حلفة و”تيا يا أنت” لآمال المانع لافتاً إلى أن ما كتب على صعيد كل الأجناس الأدبية ما يزال قليلاً قياساً إلى حجم الحدث السوري والفاجعة المروعة رافضاً المقولة التي تقول أن الرواية لا تكتب أثناء الحرب.

أدارت الندوة فاتن دعبول التي لفتت إلى دور المرأة السورية في كتابة رواية الحرب مشيرة إلى تباين هذه الرواية بين من وثق لها بمصداقية وبين من سيسها وجعلها ردود أفعال.

سانا