تحت العنوان أعلاه، كتب سيرغي بلوتنيكوف، في “سفوبودنايا بريسا”، حول براعة الصين في السيطرة على العالم بصمت، وأفول عصر أمريكا.
وجاء في المقال: كان القرن الماضي بمثابة مقدمة لنهاية العالم بالنسبة لأوروبا، أما للولايات المتحدة، فأصبحت تلك الفترة “عصرا ذهبيا”، وكانت أكثر السنوات “ذهبية” سنوات “الحرب الباردة”. فخلالها، حققت الولايات المتحدة اختراقا في مجال التكنولوجيا العالية. في خضم المواجهة مع الاتحاد السوفياتي، غزت أمريكا الفضاء واخترعت الإنترنت ومنحت العالم جهاز آيفون.
يشارك وجهة النظر هذه الخبراء الأمريكيون، الذين طُلب منهم توجيه جو بايدن نحو مواجهة التوسع الاقتصادي والسياسي الصيني. وقد كتبت Foreign Affairs الأمريكية أن الصين تطمح إلى ريادة التكنولوجيا العالمية.
وفيما نجحت واشنطن حتى الآن في مواجهة الصين في مجال الأسلحة التقليدية، فإن بكين تلعب لعبة ماكرة ومتطورة ومتعددة الأبعاد، تستخدم فيها الابتكار التقني لتحقيق الهيمنة العالمية دون مواجهة عسكرية مباشرة مع الولايات المتحدة.
فبالإضافة إلى التقنيات العسكرية البحتة، تساهم المشاريع المدنية في نمو قوة الصين. فعلى سبيل المثال، زرعت الصين البنية التحتية لتقنيات 5G حول العالم؛ وتحمل التطورات الصينية في مجال التكنولوجيا الحيوية إمكانية إنتاج الأغذية الاصطناعية.
في ضوء ذلك، يشير الخبراء إلى أخطاء منهجية في سياسة الولايات المتحدة الاقتصادية. المشكلة الرئيسية، في أن الأمريكيين ما عادوا يستثمرون في البحوث الأساسية غير مضمونة النتائج. بينما استثمرت الصين بكثافة، على مستوى الدولة، في تطوير تقنيات جديدة على مدى عشرين السنة الماضية. وهناك نهج تعامل مختلف تماما مع البزنس الخاص، يمكن تسميته بمبدأ “الاندماج العسكري- المدني”.
في الواقع، لا تتمتع الصين اليوم بتفوق تكنولوجي في ساحة المعركة المستقبلية فحسب: فلقد غيرت بكين ساحة المعركة نفسها؛ وأدركت واشنطن الخطر، في وقت متأخر. فلم يعد بإمكانها منع توسع هواوي، كما كتبت فورين أفيرز. وقد سيطرت الصين على هذه السوق، وبنت شبكة اتصالات عالمية. باختصار، خسرت الولايات المتحدة معركة البنية التحتية الرقمية، لكن هناك معركة أخرى أمامنا: نحو التكنولوجيا الحيوية.
إذا تمكنت إدارة بايدن من فهم أهمية الاستثمار الحكومي طويل الأجل في الإلكترونيات الدقيقة والتكنولوجيا الحيوية، فسوف يساعد ذلك في تعزيز مصالح الولايات المتحدة الوطنية. علما بأنه لم يعد هناك أي أمل في النصر. فالولايات المتحدة، لن تقدر على ما هو أكثر من تأخير نهاية حقبة قيادتها للعالم.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب