ديوان خالد بدور…أزاهير الروح ” مشاعر تفيض رقة وحكمة ..

 في ديوان الشاعر “125” من قصائد تحاكي الخليلية بالنظم وتستبطن الحداثة بالتصوير, وتفيض رقة بالمشاعر بسلاسة , مما يجعلها تتميز بالمعاني المعبرة بالموسيقى “زهر الحب “.. :

حبيبةٌ لو علمتِ بما أعاني | من الشوق المعشش في كياني

لك الأشواق أكتمها بقلبي | وأرغب فيض حبك بالحنان ..

ويضيف للحسن حكمته :

ألا إن العيون سلاح حبٍّ | جناة في الزمان وفي المكان ..

وحين العين تطلق من سهام | تصيب القصد من هدفٍ الطعان..

ومن خلال الغرام يطرح أخلاقيات ويوظف فكر مهم يستبعد العبث الذي يؤذي ولا يثري ..ويبدي رقة ولغة عاطفية في عباءة القيم الوطنية فالحب قيمة لكل ناحية ..  قصيدة “وطني “..

وطني أحبك سالما ومهابا | وبحب أهلك نطرد الأغرابا..

أنت الملاذ لكل عيش راغد | فيك السرور يسور المرتابا

تميز شعره بالتعبيرية التي تنساق بشغف الفكرة , لتكون تواصل مع القارئ وغلبت عليها ياء المتكلم لتزيد الموسيقى اللغوية رقة , وتنبثق عنها خاصية المعنى والإحساس الذي ينساب مع القارئ .. :

لا تعبثي بمشاعري  | وتقدمي وتؤخري

فالحب عندي ماجد  | والعشق ينعش خاطري

ومن الواضح أن الشاعر ينهل من معين القوافي ما سُخر له من ديوان العرب , ولكنه يعكس أبجدية عصره الاجتماعية والإنسانية ..

منحت حبي مدى عمري فأجهدني | وما لقيت من الأحباب أحبابا

تلون الناس واهتزت ضمائرهم | تراوغ الفكر بالإيهام أسبابا

وبطبيعة تجربة الشاعر كان لابد من الصوفية .. صفوة الفكرة والمعنى الأزلي لما هيَّة الحياة .. كما في قصيدة “صفوة القول” :

تبارك الله في خلقي وتكويني | وأودع الخير في نفسي لينجيني

نوازع الخير في نفسي تجاورني | وأسأل الله عن نور وتبيين ..

الديوان جميل ويشكل لوحة تعبيرية أسماها بحذق “أزاهير الروح “وهو عنوان يختزل البوح الذي في قصائده .. ويبقى الشعر لغة الشعوب وديوان التاريخ وحكايا الأيام .. ويتفرد بمصداقية عن الآداب والكتب الأخرى لأنه يغوص بالمشاعر إلى جانب تصوير الفكرة ..

رجائي صرصر