ثاني إصدارات مدونة الحرب.. رواية (حين يقاتل الصبار) توثق الجوانب الإنسانية لرجال الجيش

يحمل كل بطل من أبطال الجيش العربي السوري صندوق ذكرياته الخاص المملوء بوقائع خطتها المعارك مطعمة بالتفاصيل الإنسانية الغنية وتطلع رجال جيشنا لغد أجمل فمنهم من ارتقى شهيداً ومنهم من زرع بأرض الوطن جزءاً من جسده ومنهم من اعتبر في عداد المفقودين ومنهم من انتزع حريته من شدق الإرهاب ليتحولوا جميعاً إلى أساطير يحفظها التاريخ.

مآثر جنودنا في الحرب تحولت إلى مشروع أدبي توثيقي حول هذه التضحيات إلى إبداع أدبي ووثيقة للأجيال عبر “مدونة الحرب” الصادرة عن وزارة الثقافة لتضع مولودها الثاني رواية “حين يقاتل الصبار” للكاتب المقاتل المهندس علي اسبر بعد رواية “يوم ارتقى الشهداء.. رحلة الذات إلى الذات” للكاتبة سهيلة العجي والدة الشهيد بنيان من شهداء حامية مشفى الكندي بحلب.

تحكي رواية اسبر قصص ثلاثة أبطال من الجيش العربي السوري أولهم النقيب الشهيد جابر علي اسبر الذي كان في طليعة المدافعين عن قرية كفر نبل بإدلب واستمر يتصدى للتنظيمات الإرهابية حتى نفذت ذخيرته ولم يسمع عنه خبر حتى أعلن اختطافه في آب 2011 وكان يتطلع إلى انتهاء الحرب والعودة إلى قريته وإقامة حفل زفافه مع خطيبته التي عاش معها قصة حب سامية.

ثاني هؤلاء الأبطال الشهيد الملازم أول شرف المهندس علاء محمد عباس الذي دافع ورفاقه عن سجن حلب المركزي بوجه تنظيم جبهة النصرة الإرهابي ليستشهد في شباط  2014 قبل مدة قصيرة من تحرير السجن مخلفاً وراءه زوجة وطفلة صغيرة.

وآخر هؤلاء الشهداء الملازم أول شرف المهندس يامن علي محمود الذي أصيب برصاصة قناصة متفجرة في بطنه بحلب ليستشهد على أثرها تاركاً الحسرة لأبويه وأشقائه الذين كانوا ينتظرون عودته.

وفي تصريح لـ سانا بين كاتب الرواية أنها عبارة عن تقدير بسيط لتضحيات الشهداء الأبرار وتحديداً ممن ذكرهم في روايته لافتاً إلى أن قصصهم حقيقية وهم أصدقاؤه وهو على معرفة تامة بهم وللضرورة الأدبية عمل على جمع قصص تضحياتهم في رواية واحدة.

وأكد اسبر أهمية الاحتفاء بالشهداء وذكراهم لما تمثله من الاعتزاز ببطولاتهم في ذاكرة الأجيال وهو ما يمثل بداية مشروعه في توثيق قصص الشهداء وعائلاتهم ليصل لمرحلة أن يكون على تواصل مباشر مع أهالي الشهداء والجرحى والمفقودين لطرح قضاياهم.

أشبعت رواية “حين يقاتل الصبار” بالصور الإنسانية والعاطفة المفعمة بالشجن والصدق بالمشاعر لتصل بالقارئ إلى منتج أدبي متكامل يحاكي بيئات أبطال جيشنا من قصص فيما بينهم وما يدور من أحاسيس ومواقف مع عائلاتهم حيث يعمل الكاتب اسبر أيضاً على تحويل روايته إلى فيلم وثائقي يضاف إلى الإنتاج الإبداعي الذي يتناول بطولات رجال الشمس.

وتؤكد الرواية أن أبطال الجيش الذين اجتمعوا من كل أنحاء سورية تركوا حياتهم المدنية خلفهم وخرجوا إلى القتال دفاعاً عن الوطن والإنسان فصنعوا المحال وحلموا بغد أجمل يشاهدونه بابتسامة كل طفل ودعاء كل أم لتبقى سورية سيدة عفيفة وكريمة.

سانا