ثائر زين الدين: اللغة العربية متجذرة وهي حامل أساسي للعروبة بمعناها الحضاري

لعبت اللغة العربية دورا بالغ الأثر في نشوء مفهوم العروبة بمعناه الحضاري الواسع الذي جمع بين أقوام وشعوب وحضارات عدة نهلت من هذه اللغة وأكسبتها الكثير من مفرداتها فغدت لغة العلم والأدب في أجزاء شاسعة من العالم القديم طوال قرون وما زالت حاضرة حتى الآن بقوة في المشهد الإنساني والحضاري العالمي.

ولأن العربية ظلت عبر ردح من الدهر أحد مداميك هوية الشرق وواجهته الحضارية كانت محط مخططات الدوائر الاستعمارية الغربية فسعت لمحاربتها والتشويش عليها وما محاولات الفرنسة في أقطار المغرب العربي ومحاولة فرضها في سورية زمن الإحتلال ودفع بلدان آسيوية وأفريقية عديدة إلى التخلي عن الكتابة بها إلا دليل على ذلك.

وعن محاولات استهداف اللغة العربية كحامل حضاري للقومية العربية رأى الدكتور ثائر زين الدين مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب رئيس اللجنة الفرعية للتمكين للغة العربية في وزارة الثقافة أن بعض القوى الغربية تحاول منذ زمن بعيد التأثير على المجتمعات العربية باستهداف لغتها الأم عبر إحلال لغات أخرى محلها إلا أن مخططاتها فشلت لأن لغة الضاد ليست لغة للنطق فحسب بل هوية حضارية وتاريخية متوارثة للأجيال العربية.

ولفت زين الدين إلى أن المحاولات الغربية لاستهداف العربية سبقتها سياسة التتريك التي فرضها الاحتلال العثماني طوال 400 عام في الوطن العربي والتي لم تستطع التأثير على اللغة العربية بل حصل العكس فتأثرت اللغة التركية بالعربية عبر دخول مئات المفردات العربية إليها لأن لغتنا مرجعية في الحضارة العالمية إضافة إلى كونها لغة القرآن الكريم فضلا عن أنها لغة رسمية لما لا يقل عن 300 مليون عربي وهي متجذرة بوجدانيات شعوب بأكملها.

وأعاد زين الدين إلى الأذهان أنه إلى الآن نحفظ الآلاف من قصائد الشعر الجاهلي والعباسي والأموي وكلمات لخطباء العرب ولغيرهم ناهيك عن وجود وثائق هائلة بالعربية موجودة في العالم حيث تتباهى متاحف أوروبا بأنها تقتني هذه المخطوطات وبحروف من ذهب الأمر الذي يؤكد مجددا أن العربية لغة حية ولن تموت.

وبين أن لجنة تمكين اللغة الغربية في وزارة الثقافة أقامت العديد من الندوات والمحاضرات حول التحديات التي تواجه اللغة العربية وسبل مواجهتها مؤكدا أن سورية رائدة في الحفاظ على اللغة العربية من خلال صدور العديد من المراسيم والقوانين الرامية إلى تمكينها وصونها والحفاظ عليها ليضاف ذلك إلى نشاطات وزارة الثقافة في تمكين اللغة عبر نشر الكتب وإقامة الأنشطة باللغة الفصحى حصرا.

وتصدر لجنة التمكين بوزارة الثقافة وفقاً لزين الدين كتابا شهريا اسمه قضايا اللغة ويطرح موضوعات تخص اللغة سواء في تطويرها أو في تبسيطها حيث بلغ مجموع الإصدارات حتى الآن 42 كتابا إضافة إلى اصدار بعنوان “من ثمرات العقول” لعيون التراث العربي ناهيك عن عشرات الفعاليات والندوات التي تقام بالتعاون مع المراكز الثقافية تتحدث عن العربية وتقدمها بصورتها الأبهى والأجمل والمبسطة.

وأكد مدير عام هيئة الكتاب أن اللغة العربية التي تصنف ضمن لغات منظمة الأمم المتحدة الست ليست لغة مقعرة كما يحاول البعض أن يصورها بل هي سهلة وجميلة ولا سيما لأبنائها.

سانا