يشكل التراث الشعبي السوري بفروعه المختلفة وبيئاته المتنوعة وحدة ثقافية متكاملة شكلها السوريون عبر تاريخ بلادهم الطويل التي تفردت بغنى تراثها المادي واللامادي وامتلكت إرثاً ثرياً يعكس تنوع المجتمع السوري.
وسعياً للحفاظ على تراثنا وتعزيز ارتباطه مع الأجيال وإظهار أهميته في هويتنا الثقافية وتأكيدا لدور الجامعات والبحث العلمي بتعزيز حضوره جاء افتتاح ماجستير تأهيل وتخصص بالتراث الشعبي بقسم علم الاجتماع في كلية الآداب والعلوم الإنسانية ليخرج على مدى ست سنوات أكثر من 100 باحث متخصص قدموا رسائل علمية تناولت أهميته وكل ما يتصل بعادات الشعب السوري وتقاليده ومعتقداته ما يساعد على تجديد الهوية الثقافية وتقديمها بروح العصر وبطريقة علمية.
وفي تصريح لـ سانا بينت الدكتورة أمل دكاك أستاذة في جامعة دمشق والمشرفة على ماجستير التأهيل والتخصص في التراث الشعبي أنه خلال سنوات الحرب على سورية استطاع طلاب الماجستير تقديم مشروعاتهم في وقت محدد وتنوعت موضوعاتهم حيث غطت معظم المناطق رغم صعوبة ظروف الحصار التي يعيشها الوطن وانعكست على طلاب العلم ولا سيما بما يخص استكمال بحوثهم وطباعة رسائلهم إلا أنهم تحدوا الظروف وعملوا بكل جهد لتنفيذ المطلوب منهم بإتقان لنيل درجة هذا الماجستير.
وتعددت خلال السنوات الماضية وفقا للدكتورة أمل موضوعات الرسائل حيث وصل عددها لحوالي 100 مشروع تخرج حيث ترك للطالب حرية اختيار عنوان رسالته بالتنسيق مع المشرفين من كل الاختصاصات من الفنون الجميلة وهندسة العمارة وكلية التربية والآداب بأقسامها المختلفة وكلية الإعلام والمعهد العالي للفنون المسرحية منوهة بأهمية الماجستير لكونه يضم كماً كبيراً من الاختصاصات ومساهمته من خلال الأبحاث المقدمة بالدليل العلمي على تأكيد غنى التراث السوري بشقيه المادي واللامادي.
وأشارت الدكتورة أمل إلى أهمية استكمال المشروع العلمي التوثيقي من خلال تعزيز المناهج المدرسية بهذه المواد الغنية لتعريف التلاميذ بتراث وطنهم إضافة إلى نشر التراث السوري عبر جميع الطرق والوسائل ومنها الإعلام لإيصاله لأكبر عدد من المهتمين بالتراث وإقامة الندوات الفكرية المتخصصة وإعادة إحياء التراث السوري من خلال ربط المنتج العلمي بمشاريع تنموية مستدامة.
يشار إلى أنه من عناوين الرسائل التي تمت مناقشتها للعام الدراسي الحالي صناعة الكتاب في العصر الإسلامي ورموز التراث في الفن التشكيلي السوري والتراث الشعبي في الجولان وأزياء وأغاني الجولان قصة تراث وجذور وهوية والتراث المادي وأثره على التراث غير المادي في السلمية ورحلة الخط العربي وحلب الأصالة والمعاصرة الأزياء الشعبية أنموذجاً والجغرافيا التاريخية التراثية الشعبية في مدينة منبج بين الماضي والحاضر.
سانا
