اطلالة سورية،،، جزيرة ارواد

بلغة التاريخ أعرقُ حضارة عرفها الشرق القديم،وبلسان الكتاب والأدباء ابنة البحر و لؤلؤة المتوسط… إنها أرواد وريثة حضارة الفينيقين و وثيقة تاريخية تحمل بصمة رومانية وكنعانية ويونانية، باللغة الفينيقية تعني الملجأ واورادوس كما يسموها باللغة اليونانية، تقع على بعد ثلاثة كيلو مترات من شاطىء مدينة طرطوس طولها حوالي ٧٤٠م ومساحتها تبلغ ٢٠٠ ألف متر مربع،أول ماذكر بالتاريخ لجزيرة أرواد كان بالرسائل القديمة الخاصة بتل العمارنة وكان لها وجود بحوليات ملك آشور. وقعت تحت نفوذ الفراعنة والحثّيين والسلوقيين كما خضعت لحكم ملك آشور والكلدان والفرس والاسكندر المقدوني واستعادها الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان عام ٦٤٠م ثم احتلها الصليبيون وبقيت بأيديهم إلى أن حررها السلطان قالوون عام ١٢٠٢. بعدها خضعت للحكم العثماني إلى أن احتلها الفرنسيون، من صخورها الصلبة وبحرها المائج استمدت أرواد عنفوانها فقاومت الفرنسيين وصارت مثلاً يُضرَب بالتحدي والصمود فقلعتها الحصينة تستذكر سجنها الذي زج الفرنسيون بداخله أحرار سوريا ووطنييها صمدت حتى تحررت حين استقلت سوريا عن الفرنسيين عام ١٩٤٦م وتربعت منتصرةً على عرش الساحل السوري والبحر الأبيض المتوسط. من معالمها القديمة معبد يعود للقرن الخامس ق. م وبقايا ملعب رياضي كبير كان الارواديون يقيمون فيه مواسم الألعاب الرياضية الأولمبية القديمة ويعود للقرن السادس عشر ق. م ومنها اخذ اليونانيون تلك الفكرة وأطلقوا الألعاب الأولمبية، لها أهمية كبيرة بالتجارة والملاحة إذ كانت قديماً ومازالت محط بعض السفن التجارية أو معبرها.. سكانها مشهورون بصناعة السفن والعمل بالتجارة البحرية وهذه مهنة الأجداد والآباء التي ورثها الأبناء وعقداً على عقد تشكلت أرواد بحلَّتها هذه وتسيَّدت على رقعة هامة من تاريخ سوريا

اعداد: مجد حيدر