أكدت الصحفية الأمريكية جانيس كورت كامب أن الولايات المتحدة انتهجت سياسات “عدائية ومتهورة غير مبررة على الإطلاق” حيال سورية مشيرة إلى أن هذا النهج العدواني الذي تتبعه الإدارات الأمريكية منذ أربعينيات القرن الماضي يتعارض مع المصالح الحقيقية للأمريكيين ولا يخدم سوى الكيان الصهيوني.
ونقل موقع غلوبال ريسيرتش الكندي عن كورت كامب مساعدة السيناتور الأمريكي السابق ريتشارد بلاك قولها في مقابلة صحفية إن “العداء الذي تتسم به ملامح السياسة الخارجية للولايات المتحدة تجاه سورية تحول الى عدوان مفتوح بعد هجمات الحادي عشر من أيلول وكلنا نعرف كيف كانت واشنطن تعمل بشكل نشط على زعزعة استقرار سورية بين عامي 2006 و2011 ” لافتة إلى أن أدلة كثيرة كشفت هذه الحقيقة بما فيها تقرير مسرب من القائم بأعمال السفارة الامريكية في دمشق عام 2006 واجتماع جرى عام 2007 في البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش والسيناتور الجمهوري السابق إليوت ابرامز مع إرهابيين من تنظيم “الإخوان المسلمين”.
وأشارت كورت كامب إلى أن بريطانيا وفرنسا شاركتا بشكل واضح في تخطيط وتنفيذ هذه المؤامرات ضد سورية مشددة على أنه كانت هناك محاولات متعددة الأطراف من دول عدة إقليمية مثل تركيا وغربية مثل فرنسا للهيمنة على سورية إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل.
وأوضحت كورت كامب أن المخططات التي بدأ تنفيذها خلال ادارة بوش واتخذت شكلا اخر خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما مع بدء الازمة في سورية عام 2011 استمرت أيضا خلال إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب ورافقتها حملة تضليل إعلامية واسعة تروج ادعاءات ومزاعم مزيفة بهدف التحضير لاعتداءات أخرى ضد سورية وسيادتها.
وبينت كورت كامب أن نماذج مختلفة للاعتداءات استهدفت سورية على مدى العقود الماضية بما فيها الحرب الاقتصادية التي اتخذت شكل الإجراءات القسرية الأحادية بهدف عزل سورية والشعب السوري عن اقتصاد العالم إضافة إلى حظر الاستثمار لإعادة الإعمار ومحاولة عرقلة التعافي الاقتصادي فضلا عن فرض إجراءات أحادية ضد الدول التي تساعد سورية في حربها على الإرهاب.
وأشارت كورت كامب إلى أن الحرب الاقتصادية المفتوحة لم تكن المكون الوحيد للمخطط العدواني ضد سورية فهناك أجزاء أخرى بما فيها عمليات دعم وتسليح وتدريب الإرهابيين الذين يرتكبون الجرائم بحق السوريين ويعملون بالوكالة والترويج لما يسمى معارضة معتدلة و”معارضة في الخارج” مع تجاهل صوت السوريين داخل بلادهم بشكل كامل إضافة الى مسرحيات استخدام الأسلحة الكيميائية الكاذبة التي تقوم التنظيمات الإرهابية بفبركتها بهدف تجييش الرأي العام الدولي ضد سورية والقاء اللوم على الجيش العربي السوري وكسب دعم مضلل للمخطط العدواني ضدها.
وبشأن الرأي العام الأمريكي حول حقيقة ما يجري في سورية لفتت كورت كامب إلى حجم التعتيم والتضليل الإعلامي الهائل حول ما يحدث في سورية حتى في الأوساط الأكاديمية وعلى مدى عقود طويلة مشيرة بهذا الصدد إلى أن الأمريكيين يجهلون عادة ما يجري في أنحاء العالم.
وأوضحت كورت كامب أن الأمريكيين الذين يدركون مجريات الأمور ويعرفون ما يحدث حقا في سورية وعلى دراية باكاذيب الإدارات الامريكية حول ما تقوم به من تدخلات عسكرية وحروب غالبا ما يكونون غير متحمسين لاتخاذ أي إجراء فعلي لتعرية هذه الحقائق أو إيقافها.
وفيما يتعلق بوصول الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن الى البيت الأبيض وسياساته الخارجية المتوقعة إزاء سورية قالت كورت كامب انها ترغب بتقديم نصيحة له حول التوجه إلى سورية والتجول في شوارع دمشق والاستماع إلى الناس فيها ليخبروه برأيهم حول العدوان على بلدهم والإجراءات الامريكية القسرية التي أثرت بشكل مباشر على معيشتهم وجعلتهم يعانون من مصاعب تأمين مستلزمات حياتهم اليومية الأساسية كالنفط والغاز والمواد الغذائية والصحية.
وأشارت كورت كامب إلى زياراتها السابقة إلى سورية واطلاعها على ثقافة وتقاليد وتاريخ السوريين وصناعاتهم وانبهارها بهم كما استعادت ذكرى زياراتها إلى مدن سورية عدة بما فيها دير الزور ورؤيتها الآثار الكارثية التي خلفها إرهاب تنظيم “داعش” وجرائمه على السوريين هناك.
سانا