سوريا التغيير والاغتراب.

سوريا التغيير والاغتراب.الموقع أصدقاء سورية.
سوريا التغيير والاغتراب.الموقع أصدقاء سورية.

الغرابة كل الغرابة في أن دول العالم قاطبة دونما استثناء تعمل تحت ميثاق وقرارات الأمم المتحدة.. فتحت سقف الأمم دمروا سوريا، وفي ظل قاتم شكلوا الجماعات الجهادية مثل «تنظيم الدولة» وجبهة النصرة وما تفرع عنها، وتحت السقف نفسه يُقرر من هم الضحايا ومن هو القاتل، من هناك بوركت القرارات، وخارج الأضواء تم الاتفاق على الآليات والتنفيذ، ويا للعجب الكل ملتزم بسيادة سوريا ووحدة أراضيها، أما الواقع فهو غير ذلك تماما بعد كل هذا الدمار والخراب والتهجير.. يتحدثون اليوم عن حل وسط في الشمال الشرقي السوري، متناسين أنهم هم من حركوا وخلقوا مشكلة الأكراد. في الوقت الذي تدافع فيه الحكومة السورية عن حقها بالتمسك بدستور البلاد، دولة نهضت بهمةِ ابنائها، فطورت وحدثت وحافظت على الأمن والأمان والاستقرار.. ولكن الأمر لم يرق للبعض.. فاخترعوا فكرة الثورة فكان ما كان من دمار لكل شيء، ومع ذلك استعادت الدولة السورية كيانها وعادت سيطرتها على كل سوريا باستثناء الجزء الشمالي الشرقي الذي بقي ورقة أخيرة للبعض، للتفاوض والترويج لقانون ظالم اسمه قيصر، لقد فَعّلوهُ وحاربوا المواطن السوري برغيفِ الخبز، ومع ذلك لم يحققوا مآربهم.. فكان أحدث قرار لهم استهداف الاعلام السوري الوطني بغرض حجبه عن الأقمار الأوروبية من قِبَل إدارة اليوتلسات.. إعلام لم يتوان العاملون به من متابعة كل الأحداث وفي أصعب الأوقات، فكانت أرواحهم ثمنا لذلك. اليوم وبعد ان استعادت سوريا عافيتها من رجس الإرهابيين، باستثناء الجزء الشمالي الشرقي من سوريا.. لم يبق أمام الغرب الآن إلا حجب هذا الإعلام الذي عمل بكل قنواته على فضح وكشف كل خيوط المؤامرة القذرة التي دُبرَتْ لتدمير سوريا. ما دفعه الشعب السوري وما عاناه كان كبيراً جداً، لكن الصمود الأسطوري لهذا الشعب وتمسكه بأرضه وفهمه لحقيقة ما يجري جعله يثبت من جديد للعالم أن بلده عريق ولا يمكن لأي احتلال طارئ ان يهزمه.. رغم وقوفه شبه الوحيد داخل وطن كبير يسمى «عربيا».. وعلى الرغم من تكشف كل الأوراق، وافتضاح أمر المسلحين والارهابيين ومن خلفهم، ودور تركيا غير القانوني وغير الشرعي، وتكالب العديد من الدول مطالبة بنصيبها بعد انهزام «داعش» واخواته ليفضح المخطط المرسوم مسبقا، الذي لم يعد سراً، إلا أن التصميم العربي على الوقوف حياديا.. بقي كما هو.

فخري هاشم رجب.

المصدر:القبس الكويتية.