نجح فريق طبي بقسم الجراحة العصبية في مشفى دمشق (المجتهد) بإجراء عمل جراحي نوعي يتم لأول مرة في سورية وهو استئصال نصف كرة مخية لدى مريض يعاني صرعاً معنداً على العلاج الدوائي.
وفي التفاصيل بين اختصاصي الجراحة العصبية الدكتور طرفة بغدادي في تصريح لسانا أن طفلاً في السادسة من عمره راجع المشفى لكونه يعاني من تبعات ما يسمى “التهاب دماغ راسموسن” وبعد أخذ كل الإجراءات التشخيصية لحالته تم اتخاذ القرار بإجراء العمل الجراحي له الأسبوع الماضي وهو الآن بحالة جيدة وتحت المراقبة في المشفى ويتلقى العلاج الدوائي اللازم مع إعادة التأهيل الحركي له.
وأوضح الدكتور بغدادي أن الطفل بعد العمل الجراحي تخلص من نوبات الصرع التي كانت تلازمه معظم الوقت وأصبح قادراً على المشي والكلام بشكل أفضل مشيراً إلى أنه في مثل هذه الحالات النادرة ينبغي أحياناً التخلص من نصف الدماغ كي يتاح للنصف الآخر العمل بصورة صحيحة وليرتاح الجسم بصورة عامة من عبء الخلل الوظيفي الناتج عن نصف الكرة المخية المريض.
وبين الدكتور بغدادي أن التهاب “دماغ راسموسن” هو التهاب مناعي ذاتي يصيب نصف كرة مخية واحد ويؤدي بالمريض إلى حالات الصرع المعند وتراجع الملكات العقلية لديه إضافة إلى الشلل الشقي المقابل وبالتالي ظهور اضطرابات في النطق واللغة مشيراً إلى أن هذه الحالات نادرة الحدوث على مستوى العالم وتصل نسبة الإصابة بها من 6 إلى 8 أشخاص من بين 40 مليون شخص وفق الإحصائيات العالمية.
ويعد نمط الصرع المرافق لهذا المرض “معنداً” على كل التشكيلات الدوائية المضادة للصرع والمتاحة ويصل المريض في النهاية إلى ما يسمى “الحالة الصرعية الجزئية” التي تحدث فيها حركات تشنجية متكررة في نصف الجسم لا تتوقف وفق الدكتور بغدادي مبيناً أنه في هذه الحالات يجب إلغاء عمل نصف المخ وبعد العمل الجراحي يصحو المريض دون صعوبات واضحة حتى الحركية منها ما يدل على قدرة الدماغ العظيمة في نقل الوظائف العصبية إلى نصف الكرة الدماغية السليم.
وبالمصطلح الطبي تتضمن خطوات العمل الجراحي وفق الدكتور بغدادي قطع كل الإكليل المشع في الدماغ عبر القرون الصدغية والقفوية والجدارية ثم قطع الجسم الثفني كاملاً من داخل البطين الجانبي واستئصال كل البنى الصدغية الأنسية وفصل الفص القفوي والجبهي واستئصال القشر الموافق لفص الجزيرة بصورة تامة مع الحفاظ على النوى القاعدية سليمة من أي أذى.
شارك بالعمل الجراحي عدد من الأطباء المقيمين بقسم الجراحة العصبية بالمشفى وفق الدكتور بغدادي مؤكداً أن التشخيص الصحيح للحالة والذي تم في مشفى الأطفال بدمشق إلى جانب اختيار التوقيت المناسب للعمل الجراحي أسهما بنجاحه.
سانا – إيناس سفان