إن حنان الأم وحبَها الذي يتجلى بصورٍ مختلفة يخلق في الطفل استجاباتٍ ضروريةً للاستمرار في الوجود.. لوحظ أن الأطفال الذين يُحرمون من الرعايةِ والعناية في صغرِهم يكونون عرضةً لكثير من الأمراض والآفات التي قد تودي بحياتهم.. قيل بأن (فريدريك الثاني) حاكمَ صقيلة في القرن الثالث عشر أمرَ بدفعِ عددٍ من الأطفال حديثي الولادة إلى مرضعاتٍ ومربياتٍ ليرضعنَهم وينظفْنَهم ويعتنينَ بهم ولكن دون أن يَصْدُرَ عن المربيات أيُ صوت ودون أن يُشعرن الأطفال بأيةِ إشارة وذلك ليعرفَ ذلك الحاكم أيَ لغةٍ سيتكلمها الأطفال فيما بينهم ولكن ماذا كانت النتيجة،/لقد مات الأطفال جميعاً ذلك أنهم لم يستطيعوا العيشَ دون تدليلِ المرضعات ودون رؤيةِ الوجوه الباسمة ودون سماع الكلماتِ والأصوات التي تُشعرهم بالحب والدفء والحنان.. وقد تأكدت مثل هذه النتيجة في كل مرة كان يُحرَم فيها الأطفال من الحب والعطف حتى إن الكثيرَ من أطباء النفس قالوا بما معناه :إن انعدامَ عنايةِ الأم وعدمَ إظهارِها الحبَ لوليدِها وعدمَ إثارتِها لأحاسيس ومشاعِرِ طفلِها يؤدي إلى تخلفٍ جسماني وعاطفي وإلى معدلِ وفيات عالٍ جداً رغم الطعام الجيد والعنايةِ الطبيةِ الفائقة وليس هذا بمستغرب :”فليس بالخبز وحدَه يحيا الإنسان”
مجد حيدر