رفض فلسطيني ودولي لمخطط الاحتلال الرامي لفصل القدس عن بيت لحم

رفض فلسطيني ودولي لمخطط الاحتلال الرامي لفصل القدس عن بيت لحم
رفض فلسطيني ودولي لمخطط الاحتلال الرامي لفصل القدس عن بيت لحم

قرية بيت صفافا التي تقع جنوب شرق القدس المحتلة تعد حلقة وصل المدينة مع باقي الضفة الغربية حيث استولى الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من 60 بالمئة من مساحتها وحاصرها بالمستوطنات من كل الجهات وأحدثها إعلانه مخططا لإقامة 1257 وحدة استيطانية على أراضيها بهدف فصل المدينة المقدسة عن بيت لحم الأمر الذي قوبل برفض فلسطيني ودولي واسع كون ذلك يسلب الفلسطينيين حقوقهم وأراضيهم وينتهك قرارات الأمم المتحدة بعدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

مبعوث الأمم المتحدة للشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف جدد التأكيد على أن إقامة المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة انتهاك للقانون الدولي ويقوض إقامة الدولة الفلسطينية بينما أعرب مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن قلق الاتحاد من إعلان “إسرائيل” إقامة وحدات استيطانية بين القدس المحتلة وبيت لحم مجددا المطالبة بوقف جميع عمليات الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وشدد بوريل على أن موقف الاتحاد الأوروبي حيال الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة ثابت لا يتغير إذ أن جميع العمليات الاستيطانية غير قانونية بموجب القانون الدولي وتقوض أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية.

الخارجية الإيطالية أعربت عن القلق الشديد حيال إقامة مستوطنات جديدة في القدس المحتلة مؤكدة أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة انتهاك صارخ للقانون الدولي ويقوض إقامة دولة فلسطينية مستقلة متصلة جغرافيا.

وفي تصريح لمراسل سانا يقول محمد عليان من قرية بيت صفافا إن الاحتلال استولى على أرضه التي تبلغ مساحتها 32 دونما وكل الأراضي التي تقع في محيط القرية لتوسيع مستوطنة مقامة على أراضيها من خلال إقامة 1257 وحدة استيطانية تضاف إلى 300 وحدة أقامها الاحتلال خلال الاشهر الماضية في القرية مبينا أن عمليات الاستيطان والتهويد قسمت أراضي بيت صفافا إلى خمسة أجزاء كما تم شق طريق استيطاني التفافي في وسط القربة بعد الاستيلاء على 300 دونم من أراضي الفلسطينيين بهدف ربط مستوطنات جنوب القدس مع شمالها.

المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أشار إلى أن الاحتلال يستغل دعم الإدارة الأمريكية المطلق له من أجل توسيع عمليات الاستيطان والاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية لتقويض أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة مشددا على أن هذا الدعم لن يغير من حقيقة أن الاستيطان غير شرعي وينتهك قرارات الشرعية الدولية.

من جهته قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن الاحتلال صعد عمليات الاستيطان مؤخرا لفرض واقع جديد على الأرض قبل مغادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البيت الأبيض مشيرا إلى أن الحكومة ستتخذ كل الإجراءات الممكنة لوقف هذه المخططات الاستيطانية الاستعمارية الإسرائيلية الجديدة التي من شأنها فصل القدس عن بيت لحم.

بدورها أوضحت وزارة الخارجية الفلسطينية أن إعلان الاحتلال عزمه إقامة 1257 وحدة استيطانية جديدة جنوب شرق القدس المحتلة يهدف إلى ربط المستوطنات في المنطقة مع بعضها ما يؤدي إلى فصل القدس عن محيطها مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والعمل على محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على ممارساته وجرائمه بحق الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم.

الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي أشار إلى أن إقامة 1257 وحدة استيطانية جنوب شرق القدس جزء من مخطط استيطاني يهدف إلى الاستيلاء على ما تبقى من مساحة القدس حيث باتت المدينة محاصرة بالمستوطنات من كل الجهات وذلك تطبيقا لما تسمى “صفقة القرن” ومخطط الضم الاستعماري الذي يهدف إلى الاستيلاء على القدس وقطع التواصل الجغرافي مع باقي الضفة لمنع إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.

وأكد الصالحي أن تكثيف عمليات التهويد والاستيطان وهدم المنازل واقتحامات المستوطنين المستمرة للمسجد الأقصى هدفه تصفية الوجود الفلسطيني في القدس لافتا إلى أن الأيام والأسابيع القادمة ستشهد تصعيدا لحرب الاستيطان والتهويد في ظل دعم إدارة ترامب المطلق للاحتلال الإسرائيلي ما يتطلب من المجتمع الدولي التوقف عن سياسة الصمت وإلزام الاحتلال بوقف ممارساته وجرائمه.

المختص بشؤون القدس فخري أبو ذياب بين أنه إضافة إلى مخطط الـ 1257 وحدة استيطانية أعلن الاحتلال عزمه الاستيلاء على 28 منزلا في حي الشيخ جراح بالقدس ما يهدد بتهجير 80 أسرة عدد أفرادها 400 شخص ضمن مخططه لإقامة بؤر استيطانية في قلب الشيخ جراح ومحاصرة القدس بالمستوطنات في إطار عملية التهويد الشامل التي تصاعدت في الآونة الأخيرة نتيجة الدعم الأمريكي للاستيطان والتهويد.

مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر أشار إلى أن الاحتلال سبق وأن أقام 2400 وحدة استيطانية في بيت صفافا عام 2014 لافتا إلى أن إقامة 1257 وحدة استيطانية جديدة ستؤدي إلى الاستيلاء على ما تبقى من أراضي القرية وتهجير أهلها والاستيلاء بشكل كامل على القدس وتزوير تاريخها وحضارتها.

المختص في مجال الاستيطان جمال جمعة أوضح أن الاحتلال يحاصر القدس المحتلة بجدار الفصل العنصري بطول يزيد على 181 كيلومترا وأعلن منذ بداية العام الجاري عن إقامة 17 ألف وحدة استيطانية في المدينة والاستيلاء على مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين وهو ينفذ مخطط فصل جنوب المدينة عن باقي الضفة المحتلة باعتبار بيت صفافا الممر الجغرافي الوحيد للقدس معها من الجهة الجنوبية الشرقية.

سانا