تركيا وأذربيجان من التكامل مع أوروبا إلى مشروع طوران العظيم

تركيا وأذربيجان من التكامل مع أوروبا إلى مشروع طوران العظيم

كتب بيوتر ماكيدونتسيف، في “أوراسيا ديلي” حول دروس الوطنية التي تجلت في سلوك المعارضتين الأذربيجانية والتركية على خلفية حرب قره باغ، والتكاتف مع مشروع “أردوغان” الطوراني. 

وجاء في المقال: لقد أظهرت الحرب الأخيرة في ناغورني قره باغ، والتي شاركت فيها تركيا بحكم الأمر الواقع إلى جانب أذربيجان، إلى جانب الأحداث الأخرى التي وقعت في الأشهر الأخيرة، التغيرات الأساسية التي شهدتها السياسات الخارجية والداخلية في البلدين (تركيا وأذربيجان). 

أولت وسائل الإعلام الغربية والروسية اهتماما كبيرا للغاية شخصية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وخططه لجعل تركيا تتزعم العالم التركي، وهو ما لا يمكن تحقيقه من دون تحالف مع أذربيجان. لهذا السبب، قصر الإعلام الغربي والروسي اهتمامه على التصريحات العدوانية للرئيس التركي وأعضاء حزبه، الذين دعموا بالإجماع أذربيجان في حل نزاع قره باغ بالقوة. ونتيجة لذلك، رأى بعض المحللين أن اتحاد أنقرة وباكو سيضعف، في حال تغيير السلطة في تركيا، أو حتى ينهار. إنما المعارضة التركية، بأفعالها، نفت كل هذه التقييمات. 

كما أظهرت الحرب الحالية الإجماع في المجتمع الأذربيجاني بشأن قره باغ. فذلك ما أكدته رسالة من قادة 50 حزبا معارضا (من بينهم حتى قادة الحزب الشيوعي الأذربيجاني) إلى الرئيس إلهام علييف، والتي هنأوا فيها خصمهم السياسي، بالسيطرة على مدينة شوشا، وأعلنوا دعمهم لسياسته في قره باغ. 

لقد أظهرت المعارضة التركية والأذربيجانية، الداعية إلى التكامل الأوروبي، مثالاً على التماسك الوطني والوحدة في مواجهة الخطر الخارجي، حيث تراجعت النزاعات الداخلية والمشاحنات إلى الخلفية. وهكذا، أثبت المجتمع التركي مرة أخرى أن استراتيجية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والتعاون الاقتصادي مع الدول الغربية ممكنة أيضا مع تحقيق المصالح الوطنية والاحتفاظ بنفوذ في أذربيجان الحليفة والتي تربط تركيا معها أواصر القربى، وهو ما كان ممكنا فقط عبر حل نزاع قره باغ لمصلحة باكو. 

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب