التحدي الذي يطرحه المشروع الأردوغاني- البريطاني أمام روسيا أو ما يسمى (طوران الجديدة)!

التحدي الذي يطرحه المشروع الأردوغاني- البريطاني أمام روسيا أو ما يسمى (طوران الجديدة)!
التحدي الذي يطرحه المشروع الأردوغاني- البريطاني أمام روسيا أو ما يسمى (طوران الجديدة)!

تحت العنوان أعلاه، كتب رسلان تيميربولاتوف، في “أوراسيا ديلي”، حول التحدي الذي يطرحه المشروع الأردوغاني- البريطاني، أمام روسيا.

وجاء في المقال: فيما يتعلق بتفاقم الوضع في ناغورني قره باغ، يمكن للمرء أن يسمع، في كثير من الأحيان في بيئة الخبراء، عن النوايا التركية لإعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية. يتحدث رجب أردوغان بنفسه علنا عن القومية التركية وإنشاء ما يسمى بجيش طوران. نسمع الكثير من التصريحات الصاخبة من الزعيم التركي حول مطالب في المنطقة التي تمتد من الشرق الأوسط إلى آسيا الوسطى، ومن شبه جزيرة القرم الروسية إلى جمهوريات منطقة الفولغا.

في نهاية أكتوبر، كان من المقرر عقد مؤتمر قمة لمجلس التعاون للدول الناطقة بالتركية في العاصمة الأذربيجانية، حيث كان من المفترض أن يعلن عن إنشاء “جيش طوران العظيم”، وعلى ما يبدو، كان من المقرر أن تحل مشكلة ناغورني قره باغ بسرعة خاطفة استعدادا لهذا الحدث بالتحديد، ما يخدم فاعلية التعاون مع الجانب التركي. ولكن الحرب الخاطفة فشلت، على الرغم من التفوق الهائل للقوات، ناهيكم بالتفوق المطلق في المعدات العسكرية والعديد من الجوانب الأخرى، بما في ذلك الاستطلاع عبر الأقمار الصناعية الذي قدمته تركيا.

خطط أردوغان الضخمة هذه، بالكاد يمكن تسميتها بالسيادية. فتركيا، منذ زمن بعيد، وقبلها الإمبراطورية العثمانية، كانت تسمى “كلب” بريطانيا العظمى المرسون.

ولم يأت صدفة نشاط السفير البريطاني السابق في تركيا، الصديق العظيم للسلطان أردوغان والمعجب بالتوسع التركي في منطقة القوقاز، ريتشارد مور، رئيس جهاز المخابرات البريطانيMI-6، الكاره للروس.

من الواضح أن بريطانيا تقف وراء كل هذه المشاريع الشاملة و”اللعبة الكبيرة”، وأردوغان مجرد ورقة مساومة في هذا الحفلة الجيوسياسية المستمرة منذ ما  يزيد عن مائتي عام.

روسيا، بالنسبة لأنقرة وأسيادها في شمال الأطلسي اليوم، العقبة الرئيسية أمام تنفيذ خططها الطموحة في القوقاز وآسيا الوسطى. لكن هذا لا يعني أن أردوغان يستعد لحرب ستنشب يوم غد. فلا يزال الأتراك متمسكين بـ “استراتيجية الإجراءات غير المباشرة”: لقد أقاموا رأس جسر في القوقاز، وأصبحوا أكثر نشاطا في آسيا الوسطى، في محاولة لإزاحة روسيا تدريجياً من هناك.

يتطلب التحدي الجيوسياسي الجديد، الذي يطرحه الزعيم التركي، من روسيا تطوير تدابير وقائية مناسبة. لقد أزف الزمن الذي لم يعد أمام روسيا مكان تتراجع إليه فيه، وحان الوقت لاستعادة العدالة التاريخية.

وعلينا وحدنا يعتمد ما إذا كانت روسيا ستعود إلى حدود الإمبراطورية الروسية، أم تحل مكانها طوران الجديدة.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب