بينما يصوم العديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم لأسباب دينية وثقافية، هناك آخرون يعتمدون الصيام كونه يحمل فوائد صحية مثبتة علميا، طالما تقوم بذلك بأمان.
والصوم هو عدم تناول الطعام أو الشراب لفترة معينة. وهناك العديد من أنواع الصيام المختلفة كما يوضح أندرو وانغ، الحاصل على الدكتوراه في الطب، وأستاذ في علم الأحياء المناعي في كلية الطب بجامعة ييل، وأكثرها شهرة هو الصيام المتقطع.
فوائد الصيام
للصيام العديد من الفوائد الصحية النفسية والجسدية أهمها:
1. الصوم يخفف الالتهابات:
من أهم فوائد الصيام أنه يقلل الالتهاب، وهو استجابة الجسم الطبيعية للعدوى وعادة ما يختفي بعد شفاء الخلايا التالفة.
ومع ذلك، عندما يتعرض الجسم للإجهاد التأكسدي، وهي عملية ناتجة عن تراكم الجذور الحرة، يمكن الدخول في حالة من الالتهاب المزمن. وذلك لأن هذه الجذور الحرة، التي يمكن أن تأتي من مصادر خارجية مثل التلوث والعمليات الجسدية مثل الهضم، تبدأ في مهاجمة الأنسجة والخلايا السليمة.
ويمكن أن يؤدي الالتهاب المزمن إلى إتلاف الخلايا والأنسجة والأعضاء السليمة، وهو مرتبط بالعديد من الأمراض، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وهناك طرق عدة لتقليل الالتهاب في الجسم عن طريق الصيام:
عندما يكون جسمك في حالة صيام، لا يستطيع تحويل الجلوكوز من الطعام إلى طاقة، وبدلا من ذلك، يجب أن يعتمد جسمك على مصدر طاقة بديل يسمى أجسام الكيتون، والتي تأتي من الأحماض الدهنية. وينتج جسمك عددا أقل من الجذور الحرة عند حرق الكيتونات، ما يساعد على تقليل الالتهاب.
قد يقلل الصيام أيضا الالتهاب عن طريق تقليل عدد الخلايا الوحيدة، نوع من خلايا الدم البيضاء الالتهابية، في مجرى الدم.
2. الصوم يقوي الأداء الإدراكي:
عندما نتقدم في العمر، تكون أعضاؤنا عرضة لالتهاب مزمن، كما يقول وانغ. ويمكن أن يساهم الالتهاب المزمن في التدهور المعرفي والخرف المحتمل بسبب تراكم الترسبات في الدماغ. ويشير وانغ إلى أن الصيام يساعد على مواجهة هذا عن طريق تقليل الالتهاب.
وهناك مجموعة متزايدة من الأبحاث تشير إلى أن الصيام يمكن أن يمنع تطور مرض ألزهايمر في الحيوانات. ووجدت دراسة أجريت عام 2019 أن الصيام المتقطع يمكن أن يبطئ التدهور المعرفي ويحسن أعراض مرض ألزهايمر لدى الفئران.
ويمكن للصيام أن يحسن المرونة العقلية، والتي تم تعريفها على أنها القدرة على التبديل بسرعة وكفاءة بين المهام.
3. الصوم ينظم مستويات السكر في الدم:
قد ينظم الصيام أيضا مستويات السكر في الدم، وهو أمر مهم للحماية من أمراض مثل مرض السكري من النوع الثاني.
ويقول وانغ إن نسبة السكر في الدم تزداد عند تناول الطعام، لذا فهي تنخفض بشكل طبيعي عندما تصوم. ومع ذلك، سيمنع جسمك سكر الدم من الانخفاض كثيرا عن طريق صنع الجلوكوز نفسه. وهذا يحافظ على نسبة السكر في الدم عند مستويات صحية.
4. الصيام يحسن صحة القلب:
في حين أن الأبحاث حول هذا الموضوع محدودة، يقول وانغ إنه من المعقول افتراض أن الصيام يعزز صحة القلب عن طريق تقليل الالتهاب والحماية من مرض السكري، وكلاهما عامل خطر للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
5. الصيام يساعد على فقدان الوزن:
يساعد الصيام على إنقاص الوزن عن طريق الحد من عدد السعرات الحرارية التي تتناولها. ويساعد الصيام المتقطع، بشكل خاص، في إنقاص الوزن عن طريق الحفاظ على انخفاض مستويات السكر في الدم في المساء عندما تكون أقل نشاطا.
ومع ذلك، هناك أدلة مختلطة حول ما إذا كان الصيام لفقدان الوزن أكثر فعالية من اتباع نظام غذائي مقيد بالسعرات الحرارية.
وإذا كنت تريد إنقاص وزنك، فتحدث إلى طبيبك حول أفضل طريقة تناسبك.
كيف تصوم بأمان؟
في حين أن الصيام المتقطع عادة ما يتضمن الصيام لمدة 16 ساعة في اليوم، يمكن أن يتراوح الصيام الأطول من 24 إلى 72 ساعة.
ويقول وانغ، ليس هناك مقدار سحري من الوقت يجب أن تصوم فيه. وأفضل ما يمكنك فعله هو الاستماع إلى جسدك وتحديد نوع الصيام المناسب لك. وإذا كنت تشعر بالعصبية أو الغثيان أو الإغماء أثناء الصيام، فإنه يجب عليك التفكير في الإفطار.
ويحذر وانغ من أن هناك فئات محددة عليها الامتناع عن الصيام، والتي تشمل الحوامل وأولئك اللائي يرضعن أطفالهن وأيضا من لديهم تاريخ من اضطرابات الأكل بالإضافة إلى من يعانون من داء السكري أو مشكلات السكر في الدم.
المصدر: بزنس إنسايدر