تحت العنوان أعلاه، كتب إيغور سوبوتين، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، عن محاولة إدارة البيت الأبيض إقامة حوار مباشر مع دمشق.
وجاء في المقال: اقترحت إدارة الرئيس دونالد ترامب على الحكومة السورية إنشاء قناة اتصال مباشر للإفراج عن المواطنين الأمريكيين المحتجزين لدى سلطات الجمهورية العربية السورية. ذكرت ذلك صحيفة وول ستريت جورنال، نقلا عن مصادرها. ووفقا للصحيفة، فمن أجل ذلك، قيل إن المسؤول الذي يمثل مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، كاش باتيل، زار دمشق هذا العام. ولم تكن هذه الزيارة السرية المحاولة الأولى من قبل القيادة الأمريكية لمخاطبة الحكومة السورية مباشرة.
الموضوع الأساسي الذي تستعد الإدارة الأمريكية من أجله لتنظيم قناة اتصال مباشر هو مصير مواطنين أمريكيين محتجزين لدى دمشق. الحديث يدور عن الصحفي المستقل ذو الماضي العسكري أوستن تايس، الذي اختفى في سوريا سنة 2012 بلا أثر، والطبيب السوري الأصل ماجد كمالماز. ووفقا لبيانات رسمية أمريكية، قد يكون ما لا يقل عن أربعة أشخاص آخرين يحملون جوازات سفر أمريكية في أيدي دمشق الرسمية، لكن لا يُعرف على وجه اليقين مصيرهم.
قبل عامين، أظهرت إدارة ترامب قدرتها على عقد صفقات عملية في سياق الملف السوري. ففي العام 2018، وبضمانات من الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل والأردن، تم توقيع اتفاقيات بين المتمردين السوريين ودمشق بشأن النقل غير الدموي للمناطق الجنوبية من الجمهورية العربية السورية إلى سيطرة الجيش الحكومي. تم تقديم عدد من التنازلات السياسية والاقتصادية للمعارضين المسلحين للحكومة السورية، والتي لم يتم الوفاء بها في نهاية المطاف، لكن حقيقة إبرام صفقة من خلال وساطة لاعبين معاديين للأسد أعطت الأمل في حل عملي للأزمة السورية.
مع بقاء القوة المسلحة الأمريكية في سوريا، من المنطقي توقع مزيد من محاولات إقامة قنوات اتصال مباشر بين واشنطن ودمشق. وهذا يجعل من الواضح، في أقل تقدير، إمكانية الحفاظ على مناطق النفوذ الأجنبي في سوريا والحاجة إلى إيجاد طرق للتعايش المعقول.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب