تركيا والولايات المتحدة في خندق واحد ضد روسيا,,, بقلم: غسان رمضان يوسف

تركيا والولايات المتحدة في خندق واحد ضد روسيا,,, بقلم: غسان رمضان يوسف
تركيا والولايات المتحدة في خندق واحد ضد روسيا,,, بقلم: غسان رمضان يوسف

من يتابع ما يجري في المناطق المتاخمة لروسيا يرى أن ثمة تناغماً كبيراً بين الولايات المتحدة وتركيا للتنكيل بروسيا من جهات عدة سواء من الجنوب (أرمينيا ) أو الغرب ( أوكرانيا) أو الشرق (قرغيزستان) ، هذه الدول الثلاث بمثابة حزام أمني لروسيا في قرغيزستان توجد القاعدة الجوية الروسية رقم 999 (الوحدة العسكرية 20022) تقوم منذ العام 2003، على بعد 20 كيلومترا شرق العاصمة بشكيك.

وفي أرمينيا تملك روسيا قاعدة جوية لم تستطع هذه القاعدة حماية أرمنيا من سلاح الجو الأذربيجاني حتى أن الرئيس الأذربيجاني قال: إن بلاده – وطبعا بالتعاون مع تركيا والولايات – دمرت أربع قواعد صاروخية من طراز اس 300 الروسية ، ما يعني أن ثمة جهداً مشتركاً من هذه الدول للنيل من هيبة روسيا ومن هيبة سلاحها المتطور ، وإذا صح كلام علييف عن تدمير اس 300 يعني أن الولايات نالت من هيبة هذه الصواريخ المتطورة وهي الآن ربما ستفعل الشيء نفسه بالتعاون مع تركيا للنيل من هيبة اس 400 التي تعتبر مفخرة الصناعة الروسية وبذلك تكون روسيا قد جنت على نفسها بتصدير سلاحها إلى دولة عضو في حلف الناتو وتملك حقداً تاريخياً على روسيا.

نعم، لقد كشف تدخل تركيا في صراع قره باغ عن اتجاه تركي خطير بالنسبة لروسيا من خلال إطلاق تركيا مفهوم “شعب واحد في دولتين” الذي أعلنته أنقرة ما يعني أن تركيا بدأت في إعادة الوحدة التركية الطورانية معتمدة في تكوينها على العرق التركي ،

والخطر الأكبر بالنسبة لروسيا يكمن في وجود شعوب روسية ناطقة بالتركية على أراضيها ستحاول تركيا التغلغل من خلالهم في روسيا بحجة الانتماء التركي .

لهذا السبب، نرى أن تركيا تقيم تحالفات قوية مع الدول المعادية لروسيا ومن تابع زيارة الرئيس الأوكراني إلى تركيا لاحظ حجم الحفاوة التركية برئيس أوكرانيا الذي يعتبر العدو اللدود لروسيا، ولاحظ تأكيد أردوغان على أحقية أوكرانيا في إعادة القرم ما يعني أن تركيا تعمل ضد روسيا جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة وحلفائها ، وأن أي مراهنة على تغيير موقف تركيا من روسيا هي مراهنة خاطئة ، وهو ما أكده وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف متأخراً من أن روسيا وتركيا ليسا حليفين استراتيجيين. وهو على حق، فلن تتمكن تركيا الـطورانية من التعايش مع روسيا متعددة القوميات، ما يعني أن الصدام قادم بين الدولتين ولو تأخر!

كبير الباحثين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، الأستاذ المساعد في الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية الروسية، فلاديمير أفاتكوف يقول في حديث لصحيفة “فزغلياد” الروسية : من المهم للغاية، ليس فقط منع تقوية الجمهورية التركية في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي، إنما وإسقاط جميع المفاهيم التي تقول بتعايش روسيا ذات السيادة وتركيا الطورانية من ألطاي إلى إيران ومن البحر الأسود إلى شينجيانغ. ولهذا السبب، من المهم للغاية معاقبة تركيا على أفعالها في القوقاز.

وهنا نتوقف كثيراً عند ما قاله  سيرغي إيشينكو، في صحيفة “سفوبودنايا بريسا” : من أن روسيا لم تحسم أمرها في هذا الشأن، ليؤكد أن مصيبة روسيا في تردد قياداتها !