الجهلُ في حياة الإنسان مشكلةٌ لاتحتاج إلى الكثير من التوضيح والشرح فهي كالمرض الذي يصيب ايَّ شخصٍ ويمكن أن تستقرَ في الكثير من الأماكن والأزمنة وكما هو العملُ مطلوبٌ دائماً بهدف القضاء على المرض وعلاجه فالعمل للقضاء على الجهل هو أيضاً عمل مطلوب وضروري في كل وقت، ولكن تبقى المسألةُ متشابهةً فيما يتعلق بالمرض أوالجهل وهي قد تكون مشكلةً لا إرادية أحياناً إذا صحَّ التعبير. فأيُ خطأٍ يُرتَكب من شخص ما و في زمان ما فمن الطبيعي أن يُعَلل السببُ على أنه الجهل، فلولاهُ لماحدث هذا الخطأ وهذه لاتعتبر معضلةً أو إشكالاً ذهنياً كما أنها لا تُعتَبر من قوانين الرياضيات المعقّدة وإنما هذه المسألة يمكن ادراجُها في قائمة الأمور التي يتحكم بها المنطق بكل تفاصيلها. فالجهل يعني الخطأَ حتى لو استندنا في توضيح هذا الأمر على الفلسفة أو لا.. ولكن كيف يمكن أن يكون الخطأُ طريقاً وسبيلا إلى التعلم؟ وكيف يمكن أن يكون الخطأ طريقةً لتقويم سَيرِ الشخص وضبطِ خُطواته؟ إنَّ الجهل إذا كان طريقاً إلى الخطأ فمن الأمور البديهية أن يسعى المرءُ إلى تغيير الأخطاء التي يرتكبها كالذي يُلدَغ من جُحرٍ مرةً فيسعى لأن لا يُلدغَ من ذات الجُحر في مراتٍ أخرى والذي يسقطُ في حُفرةٍ في دربه يتجَنَبُها بشكلٍ تلقائي في مراتٍ قادمة ويمكننا هنا أن نقول إن الخطأ يمكن ادراجُه بين الطرق والوسائل التربوية وخاصة إذا كان الوعيُ للخطأ وعياً صحيحاً وفهماً عالياً و نحن في قولنا هذا أعتقدُ أننا لا نرتكبُ أيَّ خطأٍ لأن السلوك البشري هو كالحلقات التي يُكَمِّل بعضُها بعضاً بشكل أو بآخر إن لم يكن مصادفةً فبالإدارةِ والترتيب على الأقل.. وهنا نستذكرُ قولَ العالم الإنكليزي توماس مور (من جهلنا نخطأ.. ومن اخطائنا نتعلم) وقولَ الكاتب المسرحي جورج برناردشو(النجاح ليس عدمَ فعلِ الأخطاء.. النجاح هو عدمُ تَكرارِ الأخطاء)
مجد حيدر