كتبت ماريانا بيلينكايا، في “كوميرسانت”، حول نتائج زيارة سيرغي لافروف ويوري بوريسوف إلى دمشق لبحث أطر التعاون المستقبلي مع دمشق.
وجاء في المقال: فتحت روسيا صفحة جديدة في علاقاتها مع سوريا. الاقتصاد، في مقدمتها. نشأ هذا الانطباع بعد أول زيارة يقوم بها وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إلى دمشق منذ ثماني سنوات. وزار نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف العاصمة السورية معه.
قبل زيارة الوفد الروسي إلى دمشق، أفادت وسائل إعلام عربية بأن سيرغي لافروف يحمل رسالة خاصة إلى سوريا للرئيس الأسد، تهدف إلى دفع القيادة السورية نحو مزيد من المرونة في مسار الحوار السياسي.
ففي نهاية أغسطس، عُقدت الجولة الثالثة من اجتماعات اللجنة الدستورية حول سوريا بدعم من الأمم المتحدة، لكن التقدم الوحيد الذي تم إحرازه هو أن وفود دمشق والمعارضة والمجتمع المدني توقفت عن إهانة بعضها البعض. وفق هذه الوتيرة، قد يستغرق وضع دستور جديد أو تعديل الدستور القديم سنوات. إنما هناك، في العام المقبل في سوريا، انتخابات رئاسية، من المرجح أن يترشح إليها بشار الأسد مرة أخرى.
في ظل هذه الظروف، لا يمكن لدمشق أن يكون لديها أدنى أمل في استعادة الحوار مع الغرب ورفع العقوبات، ما يعني أنه سيكون هناك نقص في الأموال لإعادة إعمار سوريا. وسبق أن أوضحت روسيا أنها ليست لديها الرغبة ولا القدرة على تحمل هذا العبء بمفردها. لكن يبدو أنها لا تزال غير قادرة على تغيير الوضع جذريا وبالتالي تقبله كما هو.
وقال مصدر في موسكو مطلع على عملية التسوية السورية، لـ “كوميرسانت”: “إذا لم يُقدم الأسد على إصلاحات، فسيبقى بلا مال، وفقط مع جزء من سوريا. سيكون هذا قراره. لكن في الوقت نفسه، يعتمد الكثير في سوريا على ما ستكون عليه سياسة أمريكا المستقبلية، وما سيحدث هناك بعد الانتخابات”.
وفي الوقت نفسه، أشار المصدر إلى أن الوقت قد حان لتتخذ روسيا قرارا بشأن استراتيجية وجودها في سوريا في جميع الظروف، وبصيغة أدق، وفق أي شروط ستبقى في هذا البلد. انطلاقا من تصريحات يوري بوريسوف وسيرغي لافروف، فقد اتخذت روسيا قرارها.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب