زار مساعد وزير الخارجية الأمريكي كيث كراش جزيرة تايوان الصينية مؤخرا، وهو ثاني مسؤول رفيع المستوى ترسله الولايات المتحدة لزيارة تايوان هذا العام. تشكل هذه الزيارة انتهاكا خطيرا لمبدأ صين واحدة وأحكام البيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة، وتقويضا كبيرا للعلاقات الصينية الأمريكية والسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان. ومن المؤكد أن الصين ستتخذ إجراءات مضادة مشروعة لحماية سيادتها وسلامة أراضيها.
ويعلم الجميع أن مبدأ صين واحدة هو الأساس السياسي للعلاقات الصينية الأمريكية. ونصت البيانات المشتركة الصينية الأمريكية الثلاثة بوضوح على أن الولايات المتحدة تعترف بأن حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة للصين. لطالما تعارض الصين بشدة أي شكل من أشكال التبادلات الرسمية بين الولايات المتحدة وتايوان.
غير أنه منذ العام الجاري، اتخذ بعض الساسة الأمريكيين خطوات استفزازية بشأن ملف تايوان، تمثلت في بيع مزيد من الأسلحة لها، والادعاء بتعزيز التعاون الاقتصادي معها، وسلسلة زيارات مسؤولين أمريكيين لتايبيه، ناهيك عن اللقاء الذي أجري فيما بين سفير واشنطن لدى الأمم المتحدة وممثل تايوان لدى نيويورك، الأمر الذي شكل مخالفة سافرة ضد “البيانات الصينية-الأمريكية المشتركة الثلاثة”، وهو ما يعكس محاولاتهم لكسب المصالح الشخصية عبر تعكير صفو ماء تايوان.
ويسعى هؤلاء دائماً إلى كبح تنمية الصين بالوسائل الممكنة كافة، انطلاقا من نزعة الأحادية والهيمنة، حيث يعتبرون تايوان كورقة من الأوراق يستغلونها في فرض ضغوطات على الصين.
وانتقد المجتمع الدولي أيضًا تصرفات الساسة الأمريكيين لتقويض السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان. أشار كسوليو ريوس، مدير شبكة مراقبة السياسة الصينية الإسبانية إلى أن الحكومة الأمريكية تحاول الاستفادة من الحساسية العالية لقضية تايوان لاحتواء الصين والضغط عليها في العديد من المجالات. وأكد مؤسس الرابطة الفلبينية لبحوث سياسات بريكس هيرمان تيو لوريل أن زيارة المسؤولين الأمريكيين لتايوان عطلت العلاقات عبر المضيق وعرّضت السلام الإقليمي للخطر. واعتقد الخبير السوري في العلوم السياسية حسام شعيب أن استخدام الولايات المتحدة لقضية تايوان للتدخل في الشؤون الداخلية الصينية يجب أن يقابل بالإدانة من قبل المجتمع الدولي بالاجماع.
إن قضية تايوان تتعلق بالمصالح الجوهرية للجانب الصيني وهي أهم وأكثر قضية حساسة في العلاقات الصينية الأمريكية، وننصح السياسيين الأمريكيين بتغيير أفكارهم وتوخي الحذر في أقوالهم وتصرفاتهم وعدم سوء تقدير عزيمة الشعب الصيني لحماية سيادة دولته وسلامة أراضيها. إن أي تصرفات تضر بالمصالح الجوهرية للصين والتدخل في شؤونها الداخلية سيقابل برد قوي من الجانب الصيني، ومن يلعب النار سيحرق نفسه.