رسالة من دمشق.. الأمل والخوف ,,, بقلم: فخري هاشم السيد رجب

رسالة من دمشق.. الأمل والخوف,,, بقلم: فخري هاشم السيد رجب
رسالة من دمشق.. الأمل والخوف,,, بقلم: فخري هاشم السيد رجب

لعله الشوقُ أولاً، والشعور بالقهر يضرب العالم، وخاصة الوطن العربي من محيطه إلى خليجه. كان الوقت طويلاً، يوماً كاملاً استغرقه سفرُ الوصول إلى دمشق هذه المرة، والأسباب لا تخفى على أحد، من الكويت الى بيروت بالطائرة ومن بيروت بالبر الى الحدود السورية اللبنانية ومن ثم الى دمشق الياسمين. بعض الحزن يلفني والكثير من فرح الوصول مع حزمة من الأسئلة: أولها كيف هو حال الناس اليوم بعد حرب السنوات الطويلة الموصولة بالحصار المرير ووطأة الوباء الكوروني؟ لملمت تعب السفر ووضعته جانباً متوجهاً الى الازقة والمقهى المفضل لي هو مقهى الروضة بشارع العابد، والمعروف ايضا بمقهى الفنانين، لم يكن الوقت كافياً لرؤية الأصدقاء كافة، مرت الأيام مسرعةً، هل تعرفون ما الذي شاهدته في دمشق؟ كل الناس يمارسون عملهم اليومي، الكل متوجه إلى وظيفته، وتتنوع الصور بين وجوه مكممة حرصاً ووقاية، ووجوه لا مبالية لم يعد يعني لها الوباء شيئاً، مسلّمة أمرها للخالق لعلّ معجزة ما أو شيئاً كبيراً سيزيح كاهل الغلاء وهموم الحياة اليومية التي باتت لا تحتمل، حتى الشمس قست على دمشق هذه المرة رغم اننا في الشهر التاسع، فدمشق التي لا يليق بها إلا الزهو والفرح ورائحة الياسمين، غير أن كل شيء يسير ببطء. هذه هي دمشق اليوم! رغم خصوصية المشهد، فإنني رأيتها صورةً للوطن العربي كاملاً، تشتتٌ وتباعدٌ وانعدام الشعور باللهفة تجاه بعضنا نحن أمة العرب، يتباهى بعضنا بمد يده للغريب، الذي يسعده تمزقنا وانعدام الإحساس بالانتماء إلى خير أمة أخرجت للبشر، خيرٌ لم يعد له وجود بيننا، في كل يوم، بل في كل لحظة نكتشف ألماً جديداً يكسر أي ملامح أمل للأجيال القادمة. تُرى ماذا تحمل لنا السنوات القادمة؟ ونحن لا نسمع إلا بالمؤامرات واللاجئين والحصار والتجويع والاحتلالات الجديدة والانقسامات ومخططات السيطرة على النفط والغاز.. وآخرها التطبيع. هم يخططون ويقتلون ويزهون فوق بلداننا ويعملون بدأب في البحار والصحارى وفوق الجبال.. أما نحن فما زلنا متكئين على اوهامنا.. نعم فماذا حققنا؟ وماذا ينتظرنا؟ أخشى ما اخشاه ان نصبح في اوطاننا غرباء!.

 فخري هاشم السيد رجب – كاتب كويتي – صاحب موقع أصدقاء سورية

https://alqabas.com/article/5799536-%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AF%D9%85%D8%B4%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%88%D9%81-%D9%85%D9%88%D8%B5%D9%88%D9%84