صفعات متواصلة من الحلفاء على وجوه الساسة الأمريكيين!!

صفعات متواصلة من الحلفاء على وجوه الساسة الأمريكيين!!
صفعات متواصلة من الحلفاء على وجوه الساسة الأمريكيين!!

بسبب الاستياء الشديد من محاولات الولايات المتحدة قيادة إصلاح منظمة الصحة العالمية رغم انسحابها منها، علقت ألمانيا وفرنسا، مؤخرًاً، مشاركتهما في المفاوضات الداخلية لمجموعة السبع بشأن إصلاح المنظمة الدولية.

ووفقًا لمصادر غربية مطلعة، فإن مطالب الولايات المتحدة الإصلاحية “قاسية” و”طائشة”.

وحقيقة الأمر أن استياء الدول الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا من الولايات المتحدة تراكم منذ فترة طويلة، فبعد تفشي وباء كورونا المستجد، تجاهل الساسة الأمريكيون التحذيرات المتكررة الصادرة عن الصين ومنظمة الصحة العالمية، ما تسبب في انتشار المرض على نطاق واسع في بلادهم، لكنهم انغمسوا في لعبة تسييس الوباء، وتعمدوا إلقاء المسؤولية على الآخرين، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، التي هددت واشنطن في البداية بوقف تمويلها ثم انسحبت منها بالفعل، حيث قوبل ما فعلته واشنطن بانتقادات واسعة من المجتمع الدولي، بما في ذلك حلفاؤها التقليديون.

ولم تبق سوى ثلاثة أشهر على الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في نوفمبر القادم، وتجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في عموم الولايات المتحدة خمسة ملايين حالة، في حين طرأ على نسبة التأييد لحكومة ترامب انخفاض متواصل.

وفي ظل هذه الخلفية، يتضح للدول الأوروبية مسعى البيت الأبيض لإجبار منظمة الصحة العالمية على تبني إصلاحات معينة من خلال فرض ضغوط جمة عليها، لإلهاء مواطنيه عن متابعة ضآلة قدرة الحكومة على كبح تفشي مرض كوفيد-19، من ناحية، وتحقيق مصالح سياسية شخصية لا تقتصر على حصد المزيد من الأصوات في انتخابات نوفمبر من ناحية أخرى.

وقد جسدت الخلافات بين الولايات المتحدة وأوروبا حول إصلاح منظمة الصحة العالمية عدم التوافق داخل العالم الغربي بشأن مواجهة هذه الأزمة الدولية الكبيرة، حيث ترى الدول الأوروبية الرئيسية ضرورة التمسك بالتعددية في مواجهة التحديات العالمية مثل وباء فيروس كورونا الجديد.

وعلى هذا الأساس دعا الاتحاد الأوروبي إلى عقد مؤتمر لجمع التبرعات من أجل المصلحة المشتركة للمجتمع الدولي، ما قوبل باستجابة ودعم كبيرين من مختلف الأطراف رغم تهديد الولايات المتحدة بالانسحاب من المنظمة العالمية.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو، لماذا أصبحت مواقف الدول الأوروبية الكبرى، مثل ألمانيا وفرنسا، منفصلة بشكل متزايد عن الولايات المتحدة تجاه القضايا العالمية؟

السبب الأساسي هو أن الولايات المتحدة كانت متعالية على أوروبا في السنوات الأخيرة، لا تحترمها ولا تراعي الحد الأدنى للمصالح الأوروبية بل أضرت بها مراراً.

وكدول ذات سيادة، لا يمكن لها بكل تأكيد التضحية بمصالحها الخاصة بشكل أعمى، والسماح للولايات المتحدة بالتنمر عليها وقيادتها.

وإذا ألقينا نظرة على الماضي القريب، نجد أن الساسة الأمريكيين قد توحشوا وأصبحوا مثل الثيران الهائجة على المسرح الدولي، ما أدى إلى إزعاج العالم وإثارة غضبه، بما في ذلك الحلفاء الغربيون.

إن هؤلاء الساسة حادوا بشكل متكرر عن الأخلاق والضمير والمصالح المشتركة للمجتمع الدولي، وعزلوا أنفسهم عن بقية العالم، وإذا لم يغيروا مسارهم سريعاً، ستغلق في وجوههم المزيد من الأبواب.

شينخوا