رئيس مالي يعلن استقالته إثر انقلاب عسكري

أعلن رئيس مالي إبراهيم بوبكر كيتا فجر اليوم استقالته من منصبه وحل البرلمان والحكومة وذلك بعيد ساعات على قيام حركة مسلحة بانقلاب عسكري واعتقال الرئيس ورئيس الوزراء بوبو سيسيه وعدد من الوزراء واقتيادهم إلى أماكن مجهولة.

وذكرت فرانس برس أن كيتا 75 عاما أعلن نبأ استقالته في خطاب بثه التلفزيون الحكومي قال فيه: “أود في هذه اللحظة أن أبلغكم بقراري التخلي عن كل مهامي اعتبارا من هذه اللحظة” مشيرا إلى أنه قرر كذلك “حل الجمعية الوطنية والحكومة”.

وأوضح كيتا أنه “لم يعد أمامه من خيار سوى الاستقالة تفاديا لإراقة الدماء”.

وأدانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) الانقلاب العسكري في مالي مطالبة الانقلابيين بالإفراج فورا عن الرئيس ورئيس وزرائه متوعدة إياهم بسلسلة إجراءات بما فيها عقوبات مالية.

وقالت إيكواس التي تضم إلى مالي 14 دولة أخرى في بيان إنها قررت تعليق عضوية مالي في هيئاتها التقريرية وإن أعضاءها سيغلقون حدودهم البرية والجوية معها وسيطلبون فرض عقوبات على الانقلابيين.

بدورها أعلنت النيجر التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية لإيكواس أن قادة دول المجموعة سيعقدون الخميس قمة عبر الفيديو برئاسة رئيس النيجر محمدو إيسوفو للبحث في “الوضع في مالي”.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس طالب أمس بـ “الإفراج الفوري وغير المشروط” عن كيتا وقال المتحدث باسمه في بيان إن “الأمين العام يندد بشدة بهذه الأعمال ويدعو إلى العودة الفورية للنظام الدستوري ودولة القانون في مالي”.

بدوره قرر مجلس الأمن الدولي عقد اجتماع طارئ اليوم لمناقشة الأزمة في مالي بناء على طلب من فرنسا والنيجر.

إلى ذلك أدان الاتحاد الأفريقي “بشدة” اعتقال رئيس مالي ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي في تغريدة نشرها على حسابه على (تويتر) إلى “إطلاق سراح الرئيس ورئيس حكومته وجميع أفراد الحكومة فورا”.

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد في محادثات هاتفية مع عدد من رؤساء دول جوار مالي دعمه جهود وساطة المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (الإيكواس) التي دعت الجنود إلى “العودة لثكناتهم” وقالت إنها “ترفض رفضا قاطعا أي تغيير غير دستوري”.

وبعد هذه التطورات شهدت العاصمة باماكو مظاهرات حاشدة أمس فيما قال شهود عيان إن هناك دوى إطلاق نار كثيف في باماكو.

وفي وقت لاحق أفيد عن توقف بث الإذاعة والتلفزيونين الحكوميين في مالي.

وتحدثت مصادر ووسائل إعلام محلية عن قيام جنود في قاعدة كاتي العسكرية خارج باماكو بتمرد واعتقال عدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين أعقب ذلك اعتقال الرئيس وأركان الحكومة.

يذكر أن مالي تشهد أزمة سياسية حادة تطالب في سياقها المعارضة باستقالة رئيس البلاد رافضة خيارات التسوية معه.

سانا