تتميز مجموعة “حمامتان على نخلة حلبية” للشاعر فايد ابراهيم بغناها كماً وكيفاً فغزارة النتاج ليست مقياساً إلا إذا ثبتت كفاءته النوعية.
ويظهر تميز المجموعة من أول قصيدة “بوح البنفسج” التي يعنى بها الشاعر بالأسئلة الكونية مستخدماً صوراً ومعاني مجنحة تحملها لغة وموسيقا عالية حيث يقول:
بأسئلة الضوء يمضي.. الى جذره المتبقي.. يكسو الحجارة ريش حمام.. ويرفع قنطرة الحلم.. ينسى اصفرار الصدى مترعا بنبيذ أساه.
أما الوطن وتداعيات الحرب الارهابية عليه فكان لها الجزء الاكبر في المجموعة حيث يتصدى دوما لذلك المخلوق العبثي الذي يمص دماء الأبرياء حيث يخاطبهم في قصيدة “السماء لنا” قائلاً:
أيها العبثي المعمى بحمى العدم…
يابن غول الدماء المدجج بالقاحل المدلهم..
السماء لنا.. للحمام المسافر بين المنى والمنى.
كما يتكئ الشاعر على الإرث الثقافي والشعبي والامثال العربية في بث همومه كما في قصيدته “الصيف ضيعت الوطن”.
ويحتفي الشاعر ابراهيم بالوطن من خلال تغنيه بريفه ومدنه التي تعني في مجموعها الوطن كما في القصيدة التي اخذت المجموعة عنوانها “حمامتان على نخلة حلبية” التي يقول فيها:
هنا حلب فانهدي يا حدائق ..
هنا حلب يا قدود الحبيب الشجي..
هنا حلب يا صفاء السماح.
تقع المجموعة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب في 224 صفحة من القطع المتوسط وتنوعت قصائدها بين الهم الذاتي والوجداني والوطني وكتبها على نمط التفعيلة.
ويذكر أن الشاعر ابراهيم من مواليد حمص حاصل على إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق عضو اتحاد الكتاب العرب صدر له عدد من المجموعات الشعرية منها.. همسات في ظل المحبة وعلى شرفة الرؤيا وعلى أفق الانتظار وحصل على جوائز أدبية عدة داخل سورية وخارجها منها جوائز مدحت عكاش والقدس ومسابقة البردة في الامارات وكان آخرها جائزة المركز الأول لمسابقة وكالة سانا لأجمل قصيدة وطنية عام 2016.
سانا