تحت هذا العنوان نشر باتريك كوكبرن مقالا بصحيفة “الإندبندنت”، معتبرا أن الخطابات السياسية بالمؤتمر الجمهوري مثلت نبرة سامة من القومية الأمريكية التي تلهب أعمال العنف وخرافات التفوق.
وكتب كوكبرن أن تبجيل الزعيم، الذي أظهره المشاركون في المؤتمر، ذكّره بمؤتمرات حزب البعث في العراق التي كانت تمجد صدام حسين وتعتبره القائد المنقذ.
فجميع الخطابات كانت مدحا وتمجيدا. وتنافس الخطّاب في ذلك، محولين الفشل الذريع إلى انتصارات عظيمة. وتجاهل الجميع تعامل ترامب الكارثي مع أزمة فيروس كورونا، الذي أودى بحياة 180 ألف أمريكي.
وكذلك فعل صدام حسين منذ 30 عاما، عندما تحدث أمام أنصاره عن “أم المعارك” في الكويت، واصفا إياها بأنها انتصار عراقي عظيم.
وشدد كوكبرن على أن هذه المقارنة ليست اعتباطية، وإذا كان حزب البعث العراقي حزبا قوميا عربيا، فيمكن إعادة تسمية الحزب الجمهوري بالحزب القومي الأمريكي، وفي كلا الحالتين، يتم تطهير أي شخص كان ولاؤه للقائد مشكوكا فيه واستبداله بأفراد من عائلة القائد.
ويرى الكاتب أن ترامب يواجه مشاكل مماثلة لتلك التي واجهها صدام، وأنه يعالجها بالأسلوب الذي اتبعه الزعيم العراقي الراحل في حياته.
وتساءل صاحب المقال: كيف تصور للناس هزيمة نكراء على أنها انتصار عظيم؟ الأسلوب واحد عند المستبدين، وهو أن يكذب الزعيم ويتهم القوى الخارجية والخصوم في الداخل ويحملهم مسؤولية كل الشرور. فعندما تحدث ترامب عن فيروس كورونا، قال: “عندما انتشر الفيروس الصيني في بلادنا حشدنا له أكبر الحشود الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية”.
ويضيف كوكبرن أن الحكام المستبدين عبر العصور كانوا دائما يحرصون على إظهار جوانب الطيبة والرأفة فيهم بالإفراج عن السجناء، وها هو ترامب يلتزم بهذا التقليد، إذ أصدر في برنامج تلفزيوني مباشر عفوا عن لص أدين بالسطو على مصرف.
وظهر ترامب على التلفزيون أيضا وهو يشرف على حفل منح الجنسية الأمريكية لعدد من المهاجرين الذين كان يصفهم بأنهم مجرمون وتجار مخدرات.
ومن بين السخافات التي جاءت في خطاب ترامب في مؤتمر الحزب الجمهوري، حسب كوكبرن، هي ترديده لعبارة أنه “أعاد لأمريكا عظمتها”، وهو في الواقع من ساهم في تراجع نفوذها.
المصدر: الإندبندنت
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب