الذيب: ما يقوله الغرب عن مقومات الأدب والحداثة ليس قانوناً

من متاعب الميدان الصحفي خرج الأديب سهيل الذيب ليصوغ مشاهداته للواقع ومعاناة الناس قصة ورواية وشعرا بعد ان شاهدها بعين الصحفي وصاغها وكتبها بقلم الإعلامي.

وأوضح الذيب في حوار مع سانا الثقافية ان علاقته بالأدب تعود الى الطفولة حيث بدأ الميل للشعر أولا ثم عشق الرواية في مرحلة اليفاعة وحين حدثت مجزرة قانا في لبنان تفجر حس الشاعر في وجدانه ليكتب قصيدة اخذت نصف حجم ديوانه الأول “العرس والساقطة” كما نشرها في صحيفة الثقافة لمدحت عكاش عام 1985 لافتا إلى انه بقي هاويا ولم يمتهن الإبداع الادبي إلا بعد تقاعده من العمل الصحفي في جريدة تشرين حيث شارك لأول مرة بمسابقة المزرعة في السويداء بقصة عنوانها “الكاتب والشرطي” فازت بالمركز الأول ليتمكن من الاعتراف أمام ذاته انه قاص ويبدأ الكتابة في القصة ثم الرواية ويقل من الشعر الذي بقي هواية يعبر فيها عن حالة وجدانية معينة.

وبين الذيب أن سبب تعلقه بالشعر في شبابه هو وجود شعراء كبار بارزين في تلك المرحلة كالجواهري وشوقي وقباني ودرويش وبرحيلهم تراجع الشعر كثيرا ولم يعد ديوان العرب بل ديوان صفحات الفيس بوك وضحالتها ما ادى الى تراجعه واصبح الشعراء الحقيقيون خارج دائرة الضوء.

كما لفت الذيب إلى أن القصة اقدر على محاكاة هموم الناس لديه لأنها تقوم على التفكير وليس الانفعال وتستطيع قصة واحدة تغيير مجتمعات بكاملها وهي كما الرواية مشغولة بوعي ودراسة وتبقى عالقة في خيال المتلقي فالقصة عقل بينما الشعر حواس.

أما عن حكايته مع القصة فقد بدأت عام 1985 بقصة عن الممارسات الامريكية في ليبيا وضربها جويا ثم توقف عن الكتابة فترة وسافر الى امريكا وهناك شارك بمسابقة نال فيها المركز الأول عن قصته “الكاتب والشرطي” ثم طبع مجموعة قصصية حملت العنوان ذاته.

وأشار الذيب الى انه يعتبر نفسه هاويا والكتابة عنده ليست ترفا فكريا وانما رصد لمعاناة الناس بكل هيئاتهم وأشكالهم أما الوطن بكل مكوناته فهو غايته الاولى والاخيرة وتلك الغاية تنبع من نقد الاوضاع الاجتماعية بصدق وشجاعة ومحبة من أجل بناء وطن متماسك ومتين.

وبين الذيب أنه نأى بنفسه عن الساحة الشعرية عندما وجدها تعج بالمتشاعرين واكتفى بالتعبير عن مكنوناته الوجدانية بين حين وآخر لافتا الى انه يبث ما لديه من شعر في القصة والرواية فالفنون عموما تتداخل لأنها من مصدر واحد هو الخيال.. والشاعرية في القصة أو الرواية ليست شرطا لكنها تضيف إليها المزيد من المتعة والمعرفة.

وأوضح الذيب أن الحداثة في الأدب هي العامل الأهم في تحطيم الراكد والارتقاء به نحو آفاق أوسع وذلك لا يعني التخلص من العناصر الاساسية بل هي تسعى الى تطويرها وربما الحد من صرامتها فلا بد من تكثيف الصورة والزمن الذي قد يكون فضفاضا لافتا الى انه ليس كل ما يقوله الغرب من عناصر للأدب هو القانون وانما علينا ايجاد ابداعنا الخاص وحداثتنا المناسبة لمجتمعنا وبيئتنا وباب التجريب في الحداثة مفتوح للجميع.

وعن الأدب خلال الحرب الارهابية على سورية أشار الذيب إلى أنه لم يكن قادرا على مجاراة ما حدث وانما كان الوقع أشد ضراوة من الخيال لافتا إلى روايتي “جنوب القلب” لمحمد الحفري و”ماري” لمحمد الطاهر وروايات منصور حاتم.

أما في الشعر فالكثيرون خاضوا غمار التجربة وكل هذه التجارب حاولت الارتقاء لمستوى الحدث لكنها كانت مقصرة بسبب فظاعة ممارسات الارهاب.

وأوضح الذيب أن مجمل أعماله خلال هذه المرحلة من قصة ورواية وشعر ومقالة لم تكن بعيدة عما يجري وإنما من صميم الحدث كقصتي “الرياحين” و”موت وقيامة” إضافة إلى روايتين الأاولى “زناة” التي تتحدث عن الحب في زمن الحرب وتحتفي بعشاق الوطن وتندد بالذين باعوا وطنهم رخيصا والرواية الثانية “آثام” التي تعتبر جزءا ثانيا للأولى وحاول فيها بناء الأحلام التي دمرتها الحرب مشيرا الى جزء ثالث قيد الطبع لتكتمل الثلاثية برواية “امرأة متمردة”.

سانا