في الأيام القليلة الماضية، أثارت الأنباء التي تفيد بأن حكومة الولايات المتحدة تدرس فرض حظر شامل على سفر أعضاء الحزب الشيوعي الصيني وعائلاتهم إلى الولايات المتحدة، انتقادات متوالية في الرأي العام المحلي والدولي. وأشار محللون إلى أن مثل هذه الاستفزازات المجنونة للسياسيين الأمريكيين تتعارض مع إرادة الشعبين الصيني والأمريكي واتجاه التنمية العالمية، وتشير إلى أن علامات عودة المكارثية أصبحت أكثر وضوحًا، الأمر الذي يستحق يقظة العالم. هذه أيضا أكبر مأساة في أمريكا اليوم.
وأشار العديد من المراقبين الغربيين إلى أن التصعيد الشامل لاستراتيجية السياسيين الأمريكيين لاحتواء الصين لا يعكس فقط نزعة الهيمنة وعقلية الحرب الباردة المتجذرة في أذهانهم، بل يكشف أيضًا عن قلقهم الاستراتيجي المتزايد وعدم ثقتهم بالذات.
وحينما يكون الوضع الوبائي في الولايات المتحدة خارج السيطرة وتستمر الاحتجاجات، يخاطر سياسيو البيت الأبيض بسلامة الشعب وصحته، وهم يركزون على التحريض على المواجهة الإيديولوجية وكراهية الصين.
على خلفية تعددية الأقطاب الدولية، هدد بعض الساسة الأمريكيين بشن “حرب باردة” مع الصين، في مسعى لعودة “نظرية المكارثية”، الأمر الذي سيلحق أضراراً بالولايات المتحدة نفسها، ويضر بمصالح سائر دول العالم في الوقت نفسه.
أولاً، رغم كون الولايات المتحدة الدولة الكبرى الوحيدة في العالم، إلا أن هيمنتها في مجالات السياسة والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا لم تعد مثلما كانت عليه في السنوات المنصرمة.
وقد ساهمت قرارات حكومة ترامب بالانسحاب من بعض المنظمات والاتفاقيات الدولية في انكماش مصداقيتها ورصيدها الأخلاقي.
ثانيا، اندمجت المصالح الصينية الأمريكية اندماجا عاليا، ورغم رغبة بعض الساسة الأمريكان بقطع العلاقات الصينية الأمريكية، إلا أن الأوساط التجارية والعلمية الأمريكية والشخصيات الوطنية لن توافق على ذلك، وفي ظل صدمة وباء فيروس كورونا الجديد ما زالت 74 بالمئة من المؤسسات الأمريكية لدى الصين تخطط لتوسيع الاستثمار في الصين وكتبت 191 جمعية زراعية رسالة للرئيس الأمريكي داعية إلى مواصلة تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاقية الاقتصادية والتجارية، وأعلنت عدة جامعات أمريكية دعمها لتعزيز التبادل التعليمي بين الصين والولايات المتحدة، وهذا الصوت لا يمكن للساسة الأمريكان تجاهله.
ثالثا، إن العلاقات الصينية الأمريكية تتعلق بالسلام والاستقرار العالمي، ودعا قادة الكثير من الدول الصين والولايات المتحدة إلى تعزيز التبادل والحوار وتجنب المواجهة والانفصال، وإذا دمر الساسة الأمريكيون العلاقات الصينية الأمريكية مخالفين بذلك التطلعات المشتركة لدول العالم إلى السلام والتنمية فسيسقطون الولايات المتحدة في عزلة دولية عميقة.
والأهم من ذلك أن تاريخ الصين الحديث هو تاريخ من الكفاح المستمر ضد المخاطر والتحديات الخارجية. يحب الشعب الصيني السلام ، وقد استوعب دائمًا العلاقات الصينية الأمريكية من منظور استراتيجي طويل الأجل، على أمل التعامل مع الخلافات بشكل صحيح وبطريقة بناءة. ولكن إذا استمر السياسيون في واشنطن في الاستفزاز، فسوف يدافع الشعب الصيني بحزم عن حقوقه ومصالحه التنموية.
شينخوا
