ظل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يحرض أوروبا على التعاون مع واشنطن لمجابهة الصين، ويتمنى أن يتحرك الاتحاد مثل دمية في يد الولايات المتحدة.
أثار اجتماع قادة الصين والاتحاد الأوروبي الذي عقد عبر الفيديو قبل أسبوع حيث رسم الجانبان خطوطا عريضة للتعاون الصيني الأوروبي في عصر ما بعد وباء كورونا المستجد (كوفيد19) وتوصلا إلى توافقات عدة بشأن التعاون لتطوير اللقاح واستئناف الإنتاج وتسريع مفاوضات اتفاقية الاستثمار، قلق بومبيو الذي يتخوف أن يضر التعاون الصيني الأوروبي بالمصالح الأمريكية، فأسرع إلى إثارة البلبلة في العلاقات الصينية الأوروبية وتعكير التعاون بينهما.
رغم محاولات بومبيو ومن على شاكلته، إلا أن صانعي القرار في الاتحاد الأوروبي لا يرضون أن يكونوا دمية في يد واشنطن. لقد أظهر الاتحاد الأوروبي دائمًا حكمًا هادئًا وعقلانيًا ومستقلًا في قراراته الاستراتيجية بشأن الصين. هذا أولاً وقبل كل شيء لأن الصين وأوروبا لديهما مصالح مشتركة. تعد الصين والاتحاد الأوروبي قطبين مهمين في النظام الدولي الحالي المتعدد الأطراف، وهناك العديد من التوافقات في القضايا العالمية الرئيسية بين الصين والاتحاد الأوروبي ، والتعاون بينهما أكبر بكثير من المنافسة. يدرك الاتحاد الأوروبي جيدًا أن الصين شريك مهم سواء في مواجهة تحديات الوباء الحالية أو دفع الانتعاش الاقتصادي العالمي. يتوافق التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي مع اتجاه العصر، وهذا هو السبب الأساسي وراء فشل محاولات بومبيو لتعكير العلاقات الصينية الأوروبية في السنوات الأخيرة.
فرضت الولايات المتحدة في السنوات المنصرمة ضغوطات بكل الانواع على الدول الأوروبية، الأمر الذي جعل الاتحاد الأوروبي يفقد تدريجياً ثقته الإستراتيجية في واشنطن.
ولاحظ الجميع أن حكومة ترامب ووزير خارجيتها مايك بومبيو يتمسك دائماً بالأحادية، مع الاستهانة بالتعددية وقواعد العلاقات الدولية، مما جعل العلاقات التقليدية الأمريكية-الأوروبية تتفاقم بوتيرة سريعة.
يجب على بومبيو أن يفكر في هذه الأسئلة: لماذا أصحبت الولايات المتحدة معزولة من المجتمع الدولي؟ ولماذا الحلفاء التقليديون يتباعدون عنها؟ ولماذا أطلق عليه لقب “أسوأ وزير خارجية في التاريخ”؟ إن أوروبا المستقلة لن تسير وراء الولايات المتحدة خطوة بعد خطوة ولا ترغب في أن تصبح أداة لبعض الساسة الأمريكيين للسعي وراء المصالح السياسية الأنانية، لذا يتعين على بومبيو فتح عينيه لرؤية العالم الواقعي.
إذاعة الصين الدولية