فند الكرملين ادعاءات مسؤولين بيلاروس عن إرسال عناصر من شركة روسية عسكرية خاصة إلى هذه الدولة بغية زعزعة الاستقرار فيها قبيل الانتخابات الرئاسية.
وشدد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أثناء موجز صحفي عقده اليوم الخميس على أن المزاعم عن إرسال أي جهات في روسيا أي عناصر إلى بيلاروس بهدف زعزعة الاستقرار ليست سوى افتراءات، مضيفا: “روسيا وبيلاروس هما دولة الاتحاد وحليفتان وأقرب شريكتين ولذلك لا يجوز أن يدور الحديث عن مثل هذه الأمور”.
في الوقت نفسه، أكد بيسكوف أن حادث اعتقال السلطات البيلاروسية 32 مواطنا روسيا بدعوى أنهم عناصر من مجموعة “فاغنر” الروسية العسكرية الخاصة يتطلب توضيحات، معربا عن أمل موسكو في الحصول على معلومات تساعد في الوصول إلى جوهر المشكلة والكشف عن سبب اعتقال هؤلاء المواطنين الروس وإطلاق السلطات البيلاروسية عملية للبحث عن 200 آخرين في أراضي البلاد.
ودعا المتحدث إلى توخي الحذر في التعامل مع آراء الخبراء حول أسباب اعتقال هؤلاء الروس، قائلا إن موسكو لا تعرف سبب الحادث.
وصرح ردا على سؤال من صحفي أشار إلى ورود تقارير مفادها أن سبب اعتقال هؤلاء الروس يعود إلى مشاركتهم سابقا في الأعمال القتالية في جنوب شرقي أوكرانيا وفي سوريا: “تعرفون أكثر مني على ما يبدو. لا تتوفر لدي أي معلومات عن سبب اعتقالهم”.
وتساءل بيسكوف بشأن مصدر تلك التقارير، قائلا: “لا نملك مثل هذه المعلومات وليس بإمكاني الإجابة عن سؤالك”.
وردا على أسئلة عن دور مجموعة “فاغنر” المزعوم في القضية، قال المتحدث إنه “لا يملك معلومات عن أي شركات عسكرية” في روسيا، موضحا أن القانون الروسي لا يضم مفهوم “الشركة العسكرية” القانوني، خلافا عن مفهوم “الشركة الأمنية” و”شركة الحراسة”.
وأعرب بيسكوف عن استغرابه إزاء الرواية البيلاروسية التي تنص على أن المعتقلين لفتوا اهتمام موظفي مصحة قرب مينسك لأنهم كانوا يرتدون زيا مماثلا يشبه العسكري ويسيرون بطريقة “غير عادية”، خاصة وأنهم لم يتناولوا مشروبات روحية.
وقال بيسكوف: “ثمة في روسيا أعداد كبيرة من الرجال البيلاروس الذين يرتدون زيا مماثلا وسلوكهم غير عادي ولا يتناولون الكحول، لكن ذلك لا يعني أنهم يرتكبون مخالفات قانونية بل هم بالعكس يلتزمون بالقانون على نحو صارم”.
وأفادت وكالة الأنباء البيلاروسية الرسمية “بيلتا” أمس باعتقال 32 شخصا قرب العاصمة مينسك وآخر في جنوب البلاد بدعوى أنهم عناصر في مجموعة “فاغنر”.
ونقلت الوكالة، عن مصدر في أجهزة الأمن، أن أكثر من 200 عنصر من المجموعة الروسية المذكورة وصلوا البلاد مؤخرا بغية زعزعة الاستقرار في بيلاروس قبيل الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في التاسع من أغسطس القادم.
وأكدت سفارة موسكو في مينسك تلقيها إبلاغا رسميا عن اعتقال 32 مواطنا روسيا في البلاد.
وأعلن أمين مجلس الأمن البيلاروسي أندريه رافكوف عن رفع دعوى قضائية بتهمة التخطيط لتنفيذ “عمليات إرهابية” ضد المعتقلين.
وزعم رافكوف أمس أن 14 على الأقل من الموقوفين شاركوا في النزاع الأوكراني إلى جانب جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين ذاتيا.
من جانبها، أعلنت لجنة التحقيقات البيلاروسية لوكالة “بيلتا” أن الروس اعتقلوا للاشتباه بأنهم كانوا يخططون لتدبير أعمال شغب واسعة النطاق، مرجحة أنهم على صلة بالسياسيين المعارضين سيرغي تيخانوفسكي ونيقولاي ستاكيفيتش اللذين سبق أن رفضت لجنة الانتخابات المركزية تسجيلهما كمرشحين في انتخابات الرئاسة القادمة.
وأكدت لجنة التحقيقات رفع دعاوى قضائية ضد المعارضين المذكورين وأشخاص آخرين بتهمة التخطيط لتدبير أعمال شغب.
المصدر: نوفوستي + وكالات