بائعة المناديل ,,, بقلم: غسان رمضان يوسف

بائعة المناديل,,, بقلم : غسان رمضان يوسف
بائعة المناديل,,, بقلم : غسان رمضان يوسف

أمام محطة المحروقات تمهلت قليلا أنتظر دوري، اقتربت مني فتاة صغيرة بثياب رثة وشعر منكوش وحذاء قديم ، ابتسمت ابتسامة مصطنعة وقالت لي : هل تحتاج علبة مناديل، نظرت في سيارتي وجدت علبة مليئة، قلت لها: لا ، دون أي اهتمام بردة فعلها ، رمقتني بنظرة بريئة فيها الكثير من العتب وربما أشياء أخرى خبأتها في نفسها، أحسست أنني أخطأت بحقها، مددت يدي إلى جيبي وسحبت أكبر فئة نقدية وناديتها، ولما اقتربت قلت لها : هذه لك، أمسكت النقود ورمتها في السيارة ونظرت إلي والشرر كاد يخرج من عينيها ببنما توهج خداها بثورة غضب وقالت : هل ترى أنني أتسول.. أنا أبيع المناديل لأطعم أخوتي وأعالج أبي المريض من تعبي وعرق جبيني.. أنا لا أتسول.. قالتها مؤكدة ! لم أعرف ماذا أرد قلت لها : هات كل ما معك من مناديل أريد أن اشتريها، ابتسمت وقالت: تكرم، وفعلا وبلمح البصر جمعت كل ما لديها ووضعتهم في السيارة، مدت يدها استلمت النقود وبدأت تركض فرحة بينما أصبحت سيارتي مليئة بعلب المناديل الورقية، شعرت أنني وقعت في ورطة بوجود كل هذه المناديل، ومن دون تفكير ناديت الفتاة التي كانت ترقص مع رفيقاتها ربما لأنها باعت كل ما لديها.. أتت مسرعة وقالت: هل تريد مناديل أخرى قلت: أريد أن أبيع كل ما لدي، ضحكت ضحكة سمعها كل من كان في المحطة و قالت: بنصف القيمة يا سيدي ، قلت : قبلت، وهكذا بعت واشتريت وخسرت لكنني قضيت نهارا سعيدا.

غسان رمضان يوسف – كاتب سوري