ما الأسرار الكامنة وراء انتعاش الاقتصاد الصيني بوتيرة متسارعة؟

ما الأسرار الكامنة وراء انتعاش الاقتصاد الصيني بوتيرة متسارعة؟
ما الأسرار الكامنة وراء انتعاش الاقتصاد الصيني بوتيرة متسارعة؟

أفادت آخر الإحصاءات الصادرة عن وزارة الثقافة والسياحة الصينية، يوم السبت الماضي (27 يونيو)، أن عدد السياح المحليين داخل البلاد بلغ 48 مليوناً و809 آلاف، خلال عطلة عيد قوارب التنين التي دامت ثلاثة أيام هذا العام، فيما حقق قطاع السياحة دخلاً يقدر بـ12 ملياراً و280 مليون يوان صيني، وهو ما يعكس تسارع وتيرة انتعاش الاقتصاد الصيني.

لقد تعرضت السوق الاستهلاكية الصينية لانكماش ملحوظ، منذ أوائل العام الجاري، عقب ظهور فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، غير أنها شهدت تحسناً كبيراً، في مجالات تقليدية كالبيع بالتجزئة والمواد الغذائية، وفي مجالات حديثة كالسياحة والثقافة، بتأثير الإنجازات التي حققتها الحكومة الصينية في كبح انتشار المرض.

وخير دليل على هذا أن نسبة 92.4% من السياح المحليين شاركوا خلال عطلة عيد قوارب التنين في الفعاليات الثقافية المتنوعة، و44.7% منهم فضلوا التنزه في الأحياء والشوارع التاريخية والثقافية.

وبموجب توقعات صندوق النقد الدولي، فإن الاقتصاد العالمي سيشهد انكماشاً بنسبة 4.9% في عام 2020، في حين تعد الصين الكيان الاقتصادي الوحيد الذي يحافظ على نمو متواصل، وعلى هذه الخلفية، من المتوقع أن تعمد المؤسسات الدولية إلى تعزيز تعاونها مع نظيراتها الصينية.

ولكن، لماذا لا يزال الوضع الاقتصادي الصيني جيداً؟

كما أشار العديد من المحللين والمراقبين، ففي مواجهة وباء لم تشهده البشرية منذ مائة عام، وضع الحزب الحاكم والحكومة في الصين حياة الشعب وصحته في المقام الأول، وتم تحقيق التوازن بتنسيق علمي دقيق بين تدابير الوقاية من المرض ومكافحته واستئناف العمل والإنتاج، ما حقق نتائج مرحلية رئيسية، ووفر الظروف المواتية لتسريع وتيرة الانتعاش الاقتصادي الصيني.

في الوقت نفسه، لم تتغير أسس النمو الاقتصادي الصيني على المدى الطويل، حيث توفر السوق الكبيرة التي تضم 1.4 مليار نسمة، وطلب المستهلكين المتزايد باستمرار دعماً قوياً للاقتصاد الصيني، كما أن السلسلة الصناعية الكاملة، والقوة التقنية القوية، والمواهب الكافية تمنحه القدرة الدائمة على المنافسة، وتجعل ما تسمى “نظرية انسحاب الشركات الأجنبية من الصين” مجرد مزحة.

بالإضافة إلى ذلك، لم تتوقف وتيرة الانفتاح الصينية قط، ففي الآونة الأخيرة، أصدرت الحكومة الصينية “الخطة الشاملة لإنشاء ميناء التجارة الحرة في هاينان”، والتي توفر فرص تنمية جديدة للعالم وتفتح مساحة تنموية أكبر للصين نفسها، وتدفع التنمية الاقتصادية عالية الجودة بالتزامن مع الانفتاح عالي المستوى.

وبالطبع، لا تزال العملية الاقتصادية في الصين تواجه ضغطاً كبيراً، بسبب الصعوبات والتحديات الناجمة عن تشابك القضايا الهيكلية والمؤسسية والدورية، فضلاً عن تأثير وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد على سلسلة الصناعة العالمية.

ومع هذا، ومدفوعاً بعوامل مواتية مثل الإمكانات العالية والمرونة القوية، والعديد من الأدوات السياسية، فمن المؤكد أن الاقتصاد الصيني سيتغلب على الصعوبات المؤقتة، وسيدعم اتجاه التنمية المستقر والجيد على المدى الطويل، ويواصل ضخ الزخم في شرايين الاقتصاد العالمي.

وسائل إعلام صينية