تحريض الشركات الأمريكية على مغادرة الصين مجرد هذيان من كودلو وأمثاله!!

تحريض الشركات الأمريكية على مغادرة الصين مجرد هذيان من كودلو وأمثاله!!
تحريض الشركات الأمريكية على مغادرة الصين مجرد هذيان من كودلو وأمثاله!!

“هل تستعد الولايات المتحدة لدفع ثمن فك الارتباط مع الصين؟” ..

طرحت صحيفة ((وول ستريت جورنال)) هذا السؤال الحاد كعنوان مقال نشرته، يوم الثلاثاء الماضي(3 يونيو)، محذرة الصقور الأمنيين الأمريكيين من الخسائر الفادحة التي قد تتعرض لها القدرة التنافسية الأمريكية، نتيجة قطع سلسلة التوريد والعلاقات التعليمية وغيرها من الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة.

ولفت المقال إلى أن بعض الساسة الأمريكيين تحركهم عقلية الحرب البادرة وأفكار التنافس العنيف، بدلا من تعزيز الانفتاح والتعاون لكسب المزيد من الدعم، ويدعون بشكل محموم إلى فك الارتباط الاقتصادي وإخلاء الصين من سلسلة التوريد وغيرها.

وعلى سبيل المثال، كرر المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لورانس آلان كودلو، مؤخراً، تحريضه للمؤسسات الأمريكية على مغادرة الصين والعودة إلى بلدها، كما اقترح بعض الساسة الأمريكيين إنشاء “صندوق العودة” برأسمال 25 مليار دولار أمريكي، زاعمين “انتهاء عصر توزيع الوظائف الأمريكية في الخارج”.

ومن منظور اقتصادي بحت، فإن سلسلتي التوريد والإنتاج العالميتين قد تشكلتا بناءً على توزيع الحصص السوقية لمختلف البلدان وتقسيم الأعمال وتعزيز التعاون بينها، كذلك تهدف الشركات عابرة القارات لتحقيق أعلى الأرباح على أساس قوانين السوق وتوزيع موارد العالم، فكيف ستنقاد لقيادة الساسة الأمريكيين متقلبي المزاج؟

وإذا تم تنفيذ “الفصل الاقتصادي”، فهذا يعني أنه من المرجح أن تفقد الشركات الأمريكية السوق الاستهلاكية الصينية الضخمة ذات الطاقة الكامنة غير المحدودة، ولا توجد شركة ترغب في التخلي طواعية عن هذا، فهل يستطيع الساسة الأمريكيون توفير مثل هذه السوق الكبيرة؟

وهناك تقرير أصدرته مؤسسة “روديوم جروب” للأبحاث، مؤخرًا، أفاد بأن قيمة المشاريع الاستثمارية الصينية التي أعلنتها الشركات الأمريكية، في الربع الأول من هذا العام، تصل إلى 2.3 مليار دولار أمريكي، رغم التأثير السلبي الناتج عن مرض فيروس كورونا الجديد، مشيراً إلى “أن الشركات الأمريكية لم تفكر في تخفيض استثماراتها في الصين بشكل كبير”.

بالإضافة إلى ذلك، خلال نصف القرن الماضي، تطورت الولايات المتحدة من قوة صناعية عظمى إلى دولة تعتمد على الأعمال المصرفية وصناعة الخدمات وغيرها لدعم التنمية الاقتصادية، وهناك فجوة كبيرة في البنية التحتية ونقص في المهارات البشرية بقطاع التصنيع، وإذا انفصلت الولايات المتحدة عن الصين، فقد لا تتمكن من العثور على القوى العاملة اللازمة.

في الواقع، لقد ردت العديد من الشركات الأمريكية على “كودلو” عملياً على أرض الواقع، حيث أعلنت شركة ستاربكس مثلاً في الآونة الأخيرة أنها ستبني حديقة صناعية للابتكار في مجال القهوة في الصين.

وبالنسبة للشركات متعددة الجنسيات، فإن جاذبية سوق الصين التي تضم 1.4 مليار نسمة لا تأتي فقط من البنية التحتية السليمة والصناعات الداعمة، بل أيضًا من “القوة الناعمة” للانفتاح والتحسين المستمرين لبيئة الاعمال.

إن التفشي المفاجئ لمرض الالتهاب الرئوي لم يغير المزايا النسبية للصين في سلاسل التوريد والصناعة العالمية، بل إن الحماية القوية التي توفرها لهذه السلاسل ودفع الانفتاح إلى مستوى أعلى وتوسيعه قد عزز ثقة الشركات الأجنبية في السوق الصينية.

وأكد المقال المذكور الذي نشرته صحيفة ((وول ستريت جورنال)) أن “قدرة السوق الصينية الضخمة لا يمكن تجاهلها”، وهذا واقع حقيقي وتوافقُ آراءٍ عالمي، وفك الارتباط الاقتصادي مع الصين الذي ينادي به الساسة الأمريكيون مجرد هذيان وأوهام!