المعلومة التي ربما لا يعرفها الكثيرون في العالم العربي هي أن العدد الأكبر من اللاجئين السوريين في تركيا يعيشون خارج المخيمات المشهورة في الولايات التركية الجنوبية مثل لواء الاسكندرون وغازي عنتاب وأورفة وغيرها.
وهؤلاء في الغالب لايتلقون أي مساعدة من الحكومة التركية التي تأخذ من الاتحاد الأوربي سنوياً مليارات الدولارات بحجة دعم السوريين على أراضيها ومنعهم من ركوب البحر كمهاجرين غير شرعيين إلى دول القارة العجوز.
والقضية التي لم يسلط عليها الضوء من قبل ولم يتطرق إليها الإعلام أو الإعلاميون، تتركز حول طبيعة معاملة العمال السوريين الذين يكسبون رزقهم ويحصلون على قوت عوائلهم من خلال العمل لساعات طويلة في مصانع وشركات تركية خاصة وعامة، ولا يمتلكون أي حق في تحسين أوضاعهم المعيشية أو المطالبة بحقوقهم، لأن النظام التركي الحالي رسمياً وعلى لسان رئيسه رجب طيب أردوغان، لايزال يكرر على مسامع الجميع تلك الأسطوانة المشروخة “الضيوف السوريون”، وهي كلمة حق أريد بها باطل والممارسات التركية تشهد بذلك من خلال حرمان ملايين السوريين من حقهم باللجوء الإنساني وفق معايير الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان.
ويتعرض آلاف العمال يومياً لمواقف لا يحسدون عليها، تتمثل في كثير من الأحيان بامتناع أرباب العمل عن منح الأجير أجره بعد عمله لأشهر وربما لسنوات بشكل شاقٍ في مشاريع البناء أو الحفر أو الزراعة وحتى المهن الأخرى التي يطول المقال بذكرها.
وتنتهك حقوق الإنسان في تركيا تشغيل القاصرين وغير البالغين من الأطفال بطريقة غير قانونية، والتحرش بهم جنسياً واستغلال فقر أهلهم وحاجتهم لمبالغ زهيدة كي يبقوا على قيد الحياة من قبل التجار والصناعيين ورجال الأعمال في تركيا.
وتأخذ الشرطة التركية دور المتفرج عندما يعتدي التركي على السوري، وتطرد الكثير من السوريين الذين يلجؤون لها بقصد الشكوى ورفع المظالم، ويستمر التهديد للعمال السوريين بالترحيل إن هم أصروا أحياناً على تدخل القضاء في بعض المحافظات التركية التي تتسم مؤسساتها الحكومية بالعنصرية الكاملة تجاه السوريين، وتعتبرهم عالة على الاقتصاد التركي.
أما الأرقام الموثقة عالمياً تتحدث عن موارد مالية كبيرة وفرها العمال السوريون لخزينة الدولة التركية من خلال إسهامهم في إنجاز الأعمال وتطوير الكثير من الصناعات اليدوية وغير اليدوية ونقل تجاربهم إلى السوق المحلية التركية.
وتزخر صفحات الأخبار المرتبطة بالسوريين في تركيا يومياً بعشرات الحوادث المتفرقة حول قتل أو تعذيب أو اغتصاب أو حرق العديد من السوريين والسوريات الذين يعيشون في تركيا بصفة مؤقتة، ويباشرون العمل بصمتٍ رهيب وخوف شديدٍ، يجعلان من رواية قصصهم المؤلمة وحكايا عذاباتهم جريمة لا تتسامح معها مخابرات أردوغان وتتبع أصحابها لتذيقهم صنوفاً متعددة من العذاب الأليم، كما أن الإساءات اللفظية ظاهرة تملأ شوارع تركية حيال السوريين .
العين الإخبارية – عبد الجليل السعيد