الأبطال لا يعيشون إلى الأبد: تماثيل مَنْ يزيل الأمريكيون؟

الأبطال لا يعيشون إلى الأبد: تماثيل مَنْ يزيل الأمريكيون؟
الأبطال لا يعيشون إلى الأبد: تماثيل مَنْ يزيل الأمريكيون؟

كتب أليكسي غيريازيف، في “غازيتا رو”، حول خطورة تدمير نصب الرموز التاريخية في الولايات المتحدة، وصولا إلى تدمير السلم الأهلي.

وجاء في المقال: الاحتجاجات الجماهيرية، التي تعم العالم، لدعم حقوق السود، تحت شعار “حياة السود مهمة”، تجعل أوروبا تلقي نظرة مختلفة على ماضيها. ففي المدن الأوروبية القديمة، يتم تدمير وإزالة النصب وتماثيل الشخصيات التاريخية التي تذكّر بالعنصرية.

لكن هذا كله أقل من أن يقارن بالوضع في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اتخذت الحرب ضد النصب نطاقا واسعا بشكل غير عادي.

فمنذ العام 2016، كان، هناك، في الولايات المتحدة، ما يزيد قليلاً عن ألف وخمسمائة معلم تاريخي تكرم قادة الكونفدرالية، مقامة على أراضي 31 ولاية.

ومن بين المكرّمين، يكره المتظاهرون بشكل خاص الرئيس الأول والوحيد للولايات الكونفدرالية الأمريكية، جيفرسون ديفيس، وقائد الجنوب الأمريكي، روبرت لي.

ولكن لي، إلى جانب براعته العسكرية، كان يتمتع بحكمة سياسية. فمن خلال إدراكه لا جدوى المزيد من النضال، اتخذ قرار الاستسلام، واضعا نهاية للحرب الأهلية.

ومنذ ذلك الحين، أصبح لي رمزا للمصالحة بين الشمال والجنوب وإعادة دمج الولايات الكونفدرالية السابقة في الحياة الأمريكية الوطنية المشتركة.

وفي الصدد، ترى رئيسة مركز البحوث السياسية الداخلية في معهد دراسات أمريكا وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ناتاليا ترافكينا، أن النصب الكونفدرالية تبقى رمزا هاما للولايات المتحدة على الرغم من تاريخ نشأتها. وقالت: “للنصب الكثيرة للجنرال لي وللأبطال الكونفدراليين الآخرين أهمية أخرى: فهي ترمز إلى حقيقة أن الجنوبيين اعترفوا بهزيمتهم في الحرب الأهلية من أجل تحقيق المصالحة الأمريكية والموافقة على العيش معا في اتحاد واحد.

ومن شأن نظرة تاريخية أحادية الجانب إلى النصب، بوصفها رموزا “تخلد مؤسسات العبودية والتفوق العنصري” أن تزعزع أسس السلام الاجتماعي الفدرالي الأمريكي القائم منذ 150 عاما”.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب