في مقابلة مع وسائل الإعلام، انتقد الباحث الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي الإدارة الأمريكية، مشيراً إلى أن المسئولين الأمريكيين كانوا يبحثون عن كبش فداء في كل مكان، من أجل التستر على جرائمهم ضد الشعب.
لقد أساء بعض الساسة الأمريكيين الحكم على خطر تفشي الوباء داخل بلادهم وأساؤوا التعامل بمواجهته، ما أدى إلى زيادة حادة في عدد الإصابات المؤكدة والوفيات من ناحية، كما قوضت هذه السلوكيات السيئة بشكل خطير التعاون العالمي لمكافحة الوباء من ناحية أخرى.
إن الفيروسات لا تعرف حدودًا، وسيؤثر تهاون أي دولة وضعف استجابتها على المعركة العالمية الشاملة لمكافحة الوباء، واليوم، هناك أكثر من 4 ملايين إصابة مؤكدة بالالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد في العالم، ويبلغ نصيب القوة العظمى الأكبر حوالي ثلث هذا العدد.
وليس خافياً على أحد أن المسئولين الأمريكيين تجاهلوا تحذيرات الخبراء في مجال مكافحة الأمراض المعدية في الولايات المتحدة ومنظمة الصحة العالمية والصين وأطراف أخرى، في وقت مبكر من تفشي الوباء، وحتى عندما بدأ الوضع بالخروج عن نطاق السيطرة، وبدلاً من مكافحة المرض بجدية واهتمام راحوا يبذلون جهودهم للعثور على “كبش فداء”.
ومن الواضح أن الساسة الأمريكيين يعملون بكل ما في وسعهم على نشر الشائعات ضد الصين من أجل إلقاء المسئولية على أكتاف الآخرين، إلا أن جهودهم لم تفلح في خفض سرعة تفشي الوباء في بلادهم، بل لعبت دوراً سيئاً جداً في الوقاية من الفيروس والسيطرة عليه وتعريض حياة المزيد من الناس للخطر.
ومن المحزن أن السعي وراء المصلحة السياسية الخاصة دائمًا ما يكون أهم من إنقاذ الأرواح في نظر هؤلاء الساسة، معتبرين أن مكافحة الوباء ليست سوى فرصة أخرى للاستعراض وتمثيل دور “الساسة المسؤولين”، بل تنشغل بعض الشخصيات البارزة المناهضة للصين مثل السيناتور الجمهوري توم كوتون بإعداد مشروع قانون بشأن تخصيص 43 مليار دولار أمريكي، للحد من “توسع الصين” في محاولة لاستغلال أزمة الوباء في تحقيق مكاسب سياسية. لكن مع هزيمة الولايات المتحدة في التصدي للوباء، أصبحت أكبر ثغرة في معركة الوقاية من المرض ومكافحته على الصعيد العالمي، وصارت “القوة المصدرة الرئيسية” للفيروس على المستوى الدولي. ونقلت صحيفة “ناشيونال بوست” الكندية، مؤخراً، إحصاءات عن الوباء في عدة مقاطعات في البلاد، قائلة إن الفيروس دخل كندا عن طريق المسافرين الأمريكيين، وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، في مقابلة صحفية في مارس الماضي، إن معظم الأشخاص المصابين بمرض كوفيد-19 في أستراليا لديهم تاريخ من السفر إلى الولايات المتحدة أو اتصالات بأشخاص أمريكيين. وفي الوقت الحاضر، أصبحت أمريكا اللاتينية بؤرة جديدة للوباء، وفي الأيام القليلة الماضية، زادت الولايات المتحدة من وتيرة إعادة ما يسمى المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك وبلدان أمريكا الوسطى إلى بلادهم بذريعة منع تفشي فيروس كوفيد-19 والسيطرة عليه، ومن بينهم عدد كبير من المصابين بالفيروس. ورداً على ذلك، قالت عضو الكونجرس نورما توريس “أنا متأكدة للغاية من أن الولايات المتحدة تصدر الفيروس”.
وتظهر الحقائق المختلفة أن بعض الساسة الأمريكيين أصبحوا حجر عثرة أمام التعاون العالمي لمكافحة الوباء، ما يعرض أمن الصحة العامة العالمي للخطر، فمن نهب الإمدادات الطبية في البلدان الأخرى إلى زيادة العقوبات ضد إيران وفنزويلا وبلدان أخرى بحجة الوباء، فإن ما يفعله هؤلاء الساسة يثير غضب البشرية جمعاء، ما دعا آن أوزبورن كروجر كبير الاقتصاديين السابق بالبنك الدولي، إلى اتهام النهج الأمريكي “بإعلان الحرب على صحة الإنسان”.
إن هناك جملة في الفيلم الأمريكي الشهير “الرجل العنكبوت، (سبايدرمان) تقول، “مع القوة العظيمة تأتي المسؤولية الكبيرة”، ولكن الولايات المتحدة بصفتها أقوى الدول في العالم لم تتحمل مسؤوليتها، وأصبحت أداة هدم للتعاون الدولي في مكافحة الوباء. وقال خبير الأمراض المعدية أنطوني فاوتشي، خلال مشاركته في جلسة استماع لمجلس الشيوخ الأمريكي، صباح يوم الثلاثاء (12 مايو)، إن العدد الحقيقي للوفيات الناجمة عن فيروس كورونا الجديد في الولايات المتحدة أعلى بالتأكيد من الإحصاءات الرسمية، وضرب مثالاً بمدينة نيويورك، لافتاً إلى أن النظام الطبي المحلي واجه تحديات خطيرة بعد تفشي المرض، ما أدى إلى موت بعض المصابين الذين لميتم اختبارهم بعيداً عن المستشفيات، وهؤلاء غير موجودين في الإحصاءات الرسمية.
وحتى اليوم، مازال العالم قلقاً بشأن أوضاع مكافحة الفيروس في الولايات المتحدة، ويتساءل كم من الأبرياء سيخسرون حياتهم بسبب حيل الساسة الأمريكيين وخداعهم؟!، ومتى سيستيقظ هؤلاء الساسة؟! لا أحد يعرف الإجابة عن هذا السؤال، ولكنْ هناك شيء واحد مؤكد هو أن التاريخ ومعه العالم سيحاسب هؤلاء الساسة الأمريكيين ذوي النيات الخبيثة والأرواح الشريرة على أفعالهم.
وسائل إعلام صينية