المتحف الوطني بدمشق يحافظ على تصنيفه العالمي ويعود للواجهة بأمسية موسيقية

وسط العاصمة دمشق بمنطقة “البرامكة” تتربع إحدى الوجهات الأكثر زيارة في سورية وأهم المتاحف العربية إنه “المتحف الوطني” حاملاً بعراقته قيمة إنسانية عالمية لما يضم بين جنباته من أبرز الآثار السورية المكتشفة تغطي آلاف السنين وتمثل بعضاً من تاريخنا العريق.

المرحلة الأولى من مبنى متحف دمشق شيدت عام 1936 حيث خصص أول جناح لآثار  سورية في عهود اليونان والرومان ولآثار الفن العربي الإسلامي ثم شيدت بقية الأجنحة على مراحل ليصبح من أهم عشرة متاحف في العالم بحسب تصنيف المتحف البريطاني.

يضم المتحف خمسة أقسام أساسية وهي القسم الأول “آثار ما قبل التاريخ” تعرض فيه أدوات صوانية وعظمية وبعض العظام الإنسانية والحيوانية من مواقع ما قبل التاريخ مثل “الكوم وتل الرماد وغيرها” ومن أهم معروضاته هيكل عظمي اكتشف في كهف الديدرية بمنطقة عفرين يعود لعصر النياندرتال.

القسم الثاني “الآثار السورية القديمة” ويحتوي مقتنيات من أوغاريت “رأس شمرا وماري “تل الحريري” وإبلا “تل مرديخ” وأرفاد “تل رفعت” وتل سوكاس وتل خويرة” وآثار المناطق الساحلية والوسطى والداخلية في سورية.

أما القسم الثالث فخصص للآثار السورية في عهود اليونان والرومان والبيزنطيين ويضم قطعا من تدمر ومحافظتي درعا والسويداء إضافة إلى المنحوتات والمنسوجات والمسكوكات والأسلحة والحلي والنصب والمدافن وقطع الزجاج والفخار والفسيفساء.

القسم الرابع مخصص للآثار العربية الإسلامية ويضم واجهة وآثار قصر الحير الغربي الأموي وآثار الرقة وحماة وفخارا وخزفا وزخارف جصية ومسكوكات ومحفوظات ومنسوجات إضافة إلى القاعة الشامية.

ويعرض القسم الخامس للفن الحديث والمعاصر لوحات الفنانين الرواد منذ بداية القرن العشرين مثل سعيد تحسين ومحمود جلال وميشيل كرشه وناظم الجعفري ونصير شورى كما تضم منحوتات وروائع فنية حديثة “خزفا وزجاجا ونقودا” في حين تضم حديقة المتحف مجموعة من التحف الأثرية الحجرية ضخمة تعود لعصور مختلفة.

مدخل المتحف الذي تزينه واجهة قصر الحير الغربي التي نقلت من بادية تدمر يحتوي بدوره ألواحا من الفريسك تمثل روائع التصوير في العصر الأموي مع نماذج من النحت.

وشهد المتحف عدة عمليات للتجديد والتطوير شملت تحديث أساليب العرض لتتماشى مع التطور الحاصل في علم المتاحف عالمياً.

وفي ظل الحرب الإرهابية على سورية أغلق المتحف أبوابه طوال سبع سنوات ليعاود استقبال زواره منذ العام 2018.

وفي الوضع الحالي وتطبيق اجراءات الحجر الصحي للوقاية من فيروس كورونا سيستعيد المتحف بعضا من ألقه عندما يستضيف أنشطة لفعالية “الثقافة في بيتك” عبر أمسية موسيقية للفرقة السيمفونية الوطنية تحمل بين طياتها عراقة الماضي وصورة لتاريخ سورية الحضاري من خلال لغة العالم “الموسيقا”.

سانا