الشاعر غازي عبد الرحمن نهل من الجزيرة السورية قصائده وآمن بقدرة العمودي على الحداثة

نهل شعره من أهازيج الحصاد وأغاني الرعاة وحديث السهرات في ريف الجزيرة السورية ووجد في الشعر العمودي سبيلاً يحكي خلاله عن مكنونات نفسه ويصور ما حوله ليحقق الشاعر غازي عبد العزيز عبد الرحمن حضوره في هذا المجال.

الشاعر عبد الرحمن يرى أن النمط العمودي المرتبط بالوزن والقافية قادر على حمل كل معطيات الحداثة مشيراً إلى أن تعلقه بالشعر بدأ في ملاعب طفولته بقريته “حلاوة” على الضفة اليسرى لنهر الفرات التي أصابها الغمر سنة 1974 لينتقل مع أسرته بعدها بين مدينتي القامشلي والرقة وريفهما ويقتبس من طبيعة الفرات والخابور والجزيرة السورية حب الإبداع وسحر المكان ويخصب خياله الشعري.

ولفت عبد الرحمن إلى أنه سافر إلى المغترب للعمل حاملاً معه تلك الذاكرة الغنية التي تلهب مشاعره بالحنين إلى الوطن والقصائد الجميلة دون أن يفارقه الفرات ولا قاسيون ولا بردى.

ويرى عبد الرحمن أن الحداثة الشعرية ليست وقفاً على شكل القصيدة الخارجي وإنما تأتي من داخلها ولذلك فهو يتمسك بعمود الشعر ويستخدم الصور الحديثة والمعاني المجنحة والانزياحات التي تتحدث عنها الحداثة.

وسكنت مواجع الوطن قصائد عبد الرحمن مع بدء الحرب الإرهابية على سورية “لأنه كلما عصفت الرياح وتعمقت المحنة واشتدت الأزمة زاد حب الوطن” في كيانه وفكره وحرفه لأننا كما يؤكد أبناء بلد كان وسيبقى منارة للثقافة والأدب رغم كل الظروف فهو امتداد لشمس الفنيق ومهد للأبجدية وصوت للحضارة والقيم والإنسان.

واعتبر عبد الرحمن فوزه في مسابقة مجلة المنار الشعرية في العاصمة الويلزية كارديف مؤخراً بقصيدة “شتان بين مودع ولاق” نصراً للشعر السوري وليس مجرد فوز على الصعيد الشخصي لأن صورة المبدع والمثقف والإنسان هي الصورة الحقيقية للسوري ويجب نشرها في كل مكان من خلال أصواتنا المبدعة.

يذكر أن الشاعر عبد الرحمن من مواليد محافظة الرقة يحمل إجازة في الحقوق صدرت له مجموعتان شعريتان قبة الياسمين وتراتيل القطا إضافة إلى مشاركات في ديوان شعراء من الجزيرة إضافة إلى كتابي “الأطفال وجذور التربية” و “المرحلة الأولية وفن إيصال المعلومة” في طرائق التدريس.

سانا