من لديه صديق مثل الولايات المتحدة،لا يحتاج إلى العدو!”

من لديه صديق مثل الولايات المتحدة،لا يحتاج إلى العدو!
من لديه صديق مثل الولايات المتحدة،لا يحتاج إلى العدو!"

“حرب الكمامات”..هكذا وصفت شبكةCNN الإخبارية الأمريكية مؤخرا حدة التنافس على الكمامات بين العديد من البلدان في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.في طليعة هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية، القوة العظمى الوحيدة في العالم. فمنذ تفشي الوباء، توالت الأخبار حول “اعتراض”الولايات المتحدة لشحنات الكمامات والمواد الطبية الأخرى التي كانت في طريقها إلى البلدان الأخرى منها دول حليفة.

وفقا لتقارير وسائل الإعلام الألمانية مؤخرا، اعترضت الولايات المتحدة شحنة كمامات اشترتها ألمانيا في الصين ونقلتها إلى الولايات المتحدة. ووصف أندرياس جيسيل النائب بمجلس الشيوخ الاتحادي الألماني الخطوة الأمريكية بأنها “قرصنة حديثة”. وذكرت وسائل الإعلام الفرنسية أيضا أن الأمريكيين قاموا مؤخرا “باعتراض” مجموعة من الكمامات التي اشترتها فرنسا.أفادت هيئة الإذاعة الكندية أنه من أوروبا إلى أمريكا الجنوبية، يشكو حلفاء الولايات المتحدة من أنها اتبعت نهجا متوحشا قديما في تاريخها لنهب الموارد الطبية القليلة في العالم من خلال عرض أسعار مرتفعة أو الاحتجاز المباشر.

اضطرت بعض دول العالم إلى اتخاذ خطوات استثنائية لحماية المواد الطبية للرد على تصرفات الولايات المتحدة غير الشرعية، حيث لجأ مسؤول في بلدية برلين إلى القوات الألمانية لضمان سلامة نقل المواد الطبية، في حين أكد مسؤول برازيلي اعتزام البلاد إرسال طائرات عسكرية لاستلام البضائع الطبية من الصين لضمان وصول هذه البضائع إلى أرض البلاد.

وليس هذا فحسب، بل لجأت الحكومة الأمريكية إلى قانون الإنتاج الدفاعي الذي صدر في فترة الحرب الكورية من أجل منع تصدير المواد الطبية إلى الدول الأجنبية، مما دل على أن الأنانية الأمريكية قد وصلت إلى ذروتها، حيث أبدت بعض الدول المتحالفة مع امريكا عن خيبة أملها البالغة.

ان الوقاية من الوباء والسيطرة عليه مرآة عكست الملامح الأنانية والقبيحة الحقيقية لبعض السياسيين الأمريكيين وجعلت المجتمع الدولي يعرف المعنى الحقيقي لما يسمى”الولايات المتحدة أولا”، أي فإن النظام الدولي وما يسمى الحلفاء يخدم المصالح الوطنية الأمريكية فقط، ونشرت صحيفة لي موند الفرنسية مقال العالم بيتر سمولار أشار فيه إلى أن وباء كورونا الجديد فتح ميدانا قتاليا جديدا للعلاقات عبر المحيط الأطلسي التي تعاني التناقضات أصلا.

نرى أنه بعد تفشي الوباء، لم تظهر الولايات المتحدة رحمة لحلفائها.من الاستخدام المتكرر للطائرات العسكرية لنقل مجموعات الاختبار من إيطاليا ، إلى محاولة تقديم عطاءات بمليارات الدولارات لاحتكار اللقاحات التي طورتها شركة ألمانية، إلى نهب الإمدادات “المنقذة للحياة”للمواطنين في العديد من البلدان بشكل صارخ، شكل سلوك الولايات المتحدة غير الأخلاقي صدعًا جديدًا في الشراكة عبر الأطلسية. وقال مقال لصحيفة “الجارديان”البريطانية ، “من نواح عديدة ، فإن المسافة بين الولايات المتحدة وأوروبا أبعد مما كانت عليه في أي وقت منذ عام 1941”.

ورثى الرئيس السابق للمجلس الأوروبي دونالد تاسك، “من لديه صديق مثل الولايات المتحدة،لا يحتاج إلى العدو!”