كشفت دراسة من جامعة واشنطن للطب في سياتل أن البكتيريا التي تسبب مرض الزهري، Treponema pallidum ، تستخدم على الأرجح جينا واحدا للهروب من جهاز المناعة.
وقد يساعد هذا الاكتشاف في تفسير كيف يمكن أن يختبئ مرض الزهري في الجسم لعقود، ما يحبط محاولات الجهاز المناعي للقضاء عليه. وقد يفسر أيضا قدرة البكتيريا على إعادة إصابة الأشخاص الذين أصيبوا سابقا ويجب أن يكون لديهم بعض الحصانة ضدها.
إقرأ المزيد
خبير: معظم الأمراض المعدية للإنسان سببها الحيوانات
خبير: معظم الأمراض المعدية للإنسان سببها الحيوانات
وعلى الرغم من أن مرض الزهري لا يزال يُعالج بسهولة بالبنسلين، فقد زادت معدلات الإصابة به في الولايات المتحدة بشكل مطرد على مدى العقدين الماضيين. وارتفع العدد إلى أكثر من 115 ألف حالة جديدة بالولايات المتحدة في عام 2018.
وفي جميع أنحاء العالم، هناك ما يقدر بنحو 6 ملايين حالة جديدة من مرض الزهري بين البالغين. وهذه العدوى مسؤولة عما يقدر بنحو 300 ألف حالة وفاة بين الأجنة وحديثي الولادة سنويا.
ومع ذلك، على الرغم من أهميته كسبب للمرض، لا يُعرف إلا القليل نسبيا عن بيولوجيا Treponema pallidum.
وأحد أسباب ذلك أنه حتى وقت قريب كان من المستحيل زراعته في طبق المختبر. ونتيجة لذلك، لم يتم تطوير العديد من الأدوات المختبرية المستخدمة لدراسة البكتيريا الأخرى لمرض الزهري على وجه التحديد.
وفي دراسة جديدة، قارن الباحثون جينومات بكتيريا الزهري التي تم جمعها من رجل أصيب بالعدوى أربع مرات. وتم تسجيله في دراسة لجامعة واشنطن للطب عن شذوذ سوائل العمود الفقري لدى الأفراد المصابين بمرض الزهري، والتي أجرتها الدكتورة كريستينا مارا، أستاذة الأعصاب.
إقرأ المزيد
مرض غامض يؤدي إلى نفوق آلاف الطيور في ألمانيا
مرض غامض يؤدي إلى نفوق آلاف الطيور في ألمانيا
وأخذت العينات من دمه خلال إصابتين حدثتا متباعدتين بست سنوات. وبين تلك العدوى أصيب وعولج مرتين إضافيتين.
وأراد الباحثون معرفة ما إذا كانت هناك اختلافات بين جينومات البكتيريا من العدوى الأولى والأخيرة، حيث أن هذه الاختلافات قد تكشف كيف تغيرت جينات البكتيريا وكيف أن هذه التغييرات قد مكنت البكتيريا من إصابة شخص شهد نظامه المناعي بالفعل استجابة مناعية لعدة سلالات مختلفة من مرض الزهري.
ووجد الباحثون أنه كانت هناك تغييرات قليلة جدا بين الجينوم من العينتين المختلفتين، باستثناء جين واحد.
وقال دكتور أليكس جرينينجر، الأستاذ المساعد في الطب المخبري بكلية الطب بجامعة واشنطن للطب، الذي قاد مشروع البحث: “عبر نحو 1.1 مليون قاعدة تشكل جينوم البكتيريا، كان هناك نحو 20 تغييرا إجماليا. وهذا منخفض جدا. ولكن في هذا الجين الواحد، رأينا مئات التغييرات”.
ويوفر هذا الجين، المسمى Treponema pallidum، تكرار الجين K المسمى أيضا TprK، لتركيب بروتين موجود على سطح البكتيريا. وعادة ما ترى الخلايا المناعية البروتينات الموجودة على سطح البكتيريا بسهولة أكبر، وبالتالي فهي غالبا أهداف رئيسية للهجوم المناعي.
وأظهر الفريق لأول مرة أن TprK ولّد تنوعا كبيرا عبر سبع مناطق منفصلة حيث يمكن تبديل تسلسلات الحمض النووي من مكان آخر في جينوم البكتيريا وإخراجها. وهذه العملية تسمى التحويل الجيني.
وكشف العمل المختبري أن الخلايا البكتيرية ذات المتغيرات TprK الجديدة يمكن أن تتهرب من الاستجابة المناعية لتسبب عدوى مستمرة يمكن أن تؤدي إلى المراحل المتأخرة من مرض الزهري.
وأوضح جرينينجر: “يستدرج البروتين الجهاز المناعي بعيدا عن البروتينات التي قد تكون نقطة ضعف البكتيريا. ويتطلب الأمر المزيد من العمل لتحديد ما إذا كان هذا هو الحال في TprK”.
وقال جرينينجر إنه يأمل أن تساعد النتائج الباحثين على تطوير لقاحات تسمح للجهاز المناعي إما بمهاجمة TprK بشكل أكثر فاعلية أو لتجاهل TprK واستهداف بروتينات الزهري الأخرى الأقل تباينا.
المصدر: ساينس ديلي