لا يجوز الإساءة إلى الصين من قبل بعض السياسيين الأمريكيين الكذابين

لا يجوز الإساءة إلى تضحية الشعب الصيني من قبل بعض السياسيين الأمريكيين الكذابين
لا يجوز الإساءة إلى تضحية الشعب الصيني من قبل بعض السياسيين الأمريكيين الكذابين

الرابع من أبريل يصادف عيد تشينغ مينغ، وهو عيد تقليدي صيني لإحياء ذكرى الراحلين من الأهل والأعزاء. وعيد تشينغ مينغ هذا العام حددته الحكومة يوم حداد وطني على من استشهدوا في المعركة ضد فيروس كورونا المستجد ومن قضوا بالفيروس من المواطنين، حيث أقيمت في أنحاء البلاد أنشطة تأبينية. وهذه هي المرة الأولى التي تنظم فيها الصين نشاط حداد على المستوى الوطني بسبب الطوارئ الصحية العمومية الكبرى.

في الشهرين الماضيين أو نحو ذلك، خاضت الصين معركة قاسية مع الفيروس السريع التفشي، وحققت نتائج مهمة مرحلية في الوقاية من الوباء والسيطرة عليه بعد أن دفعت ثمنا باهظا وضحت تضحياتا جساما، وبذلك بنت خط الدفاع الأول للعالم وأكسبته وقتا ثمينا.

وفقًا لنماذج البيانات التي قدمها بعض الخبراء المتعاونين مع منظمة الصحة العالمية، أدت الإجراءات التي اتخذتها الصين للسيطرة على تدفق الأشخاص إلى تأخير انتشار الفيروس خارج الصين لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. وقال الدكتور بروس آيلوارد مساعد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية: يجب أن نعترف بالمساهمة التي قدمها أهل ووهان.. العالم مدين لكم”.

الأمر المثير للإزعاج هو أن بعض السياسيين ووسائل الإعلام في الغرب يتعمدون على تشويه سمعة الصين، استغلالا لانتشار الوباء على نطاق العالم، وانطلاقا من التعصب الإيديولوجي من أجل تحقيق مكاسب خاصة لهم، متجاهلين التذكيرات والإخطارات التي وجهتها الصين بشكل فوري. على سبيل المثال، عندما أعلنت الصين عن إغلاق مدينة ووهان بصورة مؤقتة في نهاية يناير الماضي،اتهم بعض السياسيين ووسائل الإعلام في الغرب الصين بانتهاك حقوق الإنسان، ولم يولوا اهتماما كافيا للمعلومات بشأن تفشي الوباء التي تقاسمتها الصين، ما أضاع الوقت الثمين الذي وفره الشعب الصيني عبر تضحيات بالغة. ولكن عندما بدأت الدول الأوربية تتبني إجراءات مماثلة للصين في الوقاية من الوباء والسيطرة عليه، أخذت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بشكل صارخ المعايير المزدوجة تجاه ذلك، ما أصبح مخزونًا عالميًا للضحك.

والأسوأ من ذلك أنه عندما شهد تفشي الوباء تدهورا في أرجاء العالم، ما زال هؤلاء السياسيين في الغرب يواصلون التهرب من مسؤوليتهم في مكافحة الجائحة ومحاولة تحميل الصين المسؤولية عنها لإخفاء تقصيرهم في الإدارة والحوكمة. منهم نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، الذي وجه أصابع الاتهام إلى الصين لتحميل الأخيرة المسؤولية عن الاستجابة البطيئة الأمريكية على انتشار الوباء في البلاد، خلال مقابلة أجرتها معه مؤخرا شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية. أما وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، فحاول إدراج ما يسمى ب”فيروس ووهان” ضمن بيان مشترك لاجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، واتهم الصين بنشر معلومات كاذبة عن الفيروس.

كل الأكاذيب سيتم فضحها بالتأكيد في نهاية المطاف. رفض رئيس برنامج الطوارئ الصحية لمنظمة الصحة العالمية، مايكل رايان، في مؤتمر صحفي عقد يوم الأربعاء الماضي (أول ابريل)، الاتهامات غير المبررة بشأن “غموض” البيانات الصينية. وأصدرت منظمة الإشراف على وسائل الإعلام الأمريكية FAIR مؤخراً، مقالا،أكدت فيه مستشهدة بالأوراق الدراسية والبحثية من فرق خبراء منظمة الصحة العالمية والعديد من المجلات العلمية، على أن ما يسمى ب”تزوير الصين البيانات”مؤامرة بحتة. ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” مؤخرًا افتتاحية تنتقد وزير الخارجية بومبيو واصفة إياه بـ”أحد أسوأ وزراء الخارجية في التاريخ الأمريكي”، مشيرة إلى أن بومبيو انهمك في حملة لا معنى لها لمهاجمة الصين.

أصدر يوم الجمعة (3 إبريل) أكثر من 90 عالما أمريكيا ومسؤولا حكوميا سابقا رفيعا رسالة مفتوحة دعوا فيها إلى تعزيز التعاون بين الصين والولايات المتحدة لمواجهة الوباء بصورة مشتركة ومن بين موقعي الرسالة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت والسفير الأمريكي السابق لدى الصين وينستون لورد ورئيس الوزراء الأسترالي السابق كيفن رود والعالم الأمريكي المشهور جوسيف أس ناي ووزير الخزانة الأمريكي السابق لاري سامرس.

في الحقيقة إن الصين ظلت تتمسك بمبادئ العلانية والشفافية والمسؤولية وأجرت التعاون مع المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة، وأجرى الزعيم الصيني الأعلى اتصالات مع قادة العديد من الدول حول الوقاية من الوباء والسيطرة عليه وطرح مبادرات حول مواجهة كورونا الجديد خلال الاجتماع الافتراضي لقادة مجموعة الـ20، وأعلنت الصين تقديم مساعدات طارئة لأكثر من 80 دولة ومنظمة دولية وأرسلت الفرق الطبية وفرق الخبراء إلى دول مختلفة، وتشاركت الصين بمجموعة كاملة من طرق التشخيص والعلاج مع 180 دولة وأكثر من 10 منظمات دولية وإقليمية بهدف إنقاذ المزيد من الأرواح إذاعة الصين الدولية

إذاعة الصين الدولية