شبكات لنشر الإرهاب وأخرى للتجسس.. أدوات يجندها أردوغان لتحقيق أطماعه

أذرع إرهابية وأخرى تجسسية يجندها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان لتحقيق أطماعه وتصفية خصومه داخل تركيا وخارجها باتت تشكل هاجس قلق وخوف لدى دول كثيرة أبرزها ألمانيا مع تزايد الأنشطة المشبوهة التي تقوم بها لصالحه.

أردوغان الذي حول تركيا إلى منصة لصناعة الإرهاب ودعمه وتصديره إلى دول أخرى حول العالم استخدم مؤسسات ومنظمات تتستر تحت عناوين ثقافية وأخرى دينية مثل اتحاد (ديتيب) التركي في ألمانيا لتجمعها سراً علاقات وثيقة مع تنظيمات إرهابية مثل الاخوان و”داعش” وذلك في إطار شبكة واسعة ترعاها استخبارات النظام التركي التي تمارس عملياتها التجسسية على نحو متزايد وغير مسبوق في الأراضي الألمانية.

اتحاد (ديتيب) الذي يتخذ من الدين والتعليم غطاء للتستر على أنشطته التجسسية والمتطرفة يثير منذ سنوات قلقا كبيراً لدى السلطات الألمانية التي تحركت لوضع حد لتحركاته المشبوهة بعد أن قررت حكومة ولاية هيسين وسط ألمانيا طرده من مدارسها وتعليق أنشطته فيها لارتباطه الوثيق بتنظيم الإخوان الإرهابي.

صحيفة ميتل هيسين الألمانية أوضحت في تقرير لها اليوم أن قرار إنهاء التعاون التعلمي مع (ديتيب) يندفع من علاقاته المشبوهة مع تنظيم الإخوان الإرهابي الذي يعتبر مصدر “تهديد للنظام والدستور في ألمانيا” وفشله بحسب الصحيفة في “تبديد الشكوك حول خضوعه المباشر لأردوغان”.

صحيفة بيلد الألمانية أشارت في وقت سابق إلى أن اتحاد (ديتيب) التركي وعملياته التي تتستر تحت غطاء التدريس تمثل “اختراقاً تركياً للمدارس الألمانية ومحاولة لتصدير أفكار أردوغان المتطرفة”.

الأنشطة التجسسية التي تقوم بها استخبارات النظام التركي في ألمانيا باتت معروفة وتزايدت في الآونة الأخيرة الأصوات التي تطالب بوقف تدخلات أردوغان غير المباشرة عبر الضغوط التي يمارسها على الجالية التركية واستغلاله مؤسسات مثل (ديتيب) وفرع حزب العدالة والتنمية في ألمانيا من أجل تحقيق أطماعه وملاحقة خصومه.

وسبق لوزارة الداخلية الألمانية أن حذرت عام 2016 من تزايد الأنشطة التجسسية لأجهزة الاستخبارات التابعة لأردوغان في ألمانيا مؤكدة في تقرير لها أن “تركيا تعد منصة عمل مركزية للمتطرفين” في ألمانيا كما طالب البرلمان الألماني في وقت سابق بالكشف عن أنشطة أجهزة الاستخبارات التركية التي يقدر عدد عناصرها في ألمانيا بعشرات الآلاف.

وثيقة للبرلمان الألماني صدرت في شباط عام 2019 أكدت أن “أردوغان يعمل منذ وصوله إلى السلطة في تركيا على تأسيس منظمات وهياكل في الأراضي الألمانية تعمل على تحقيق هدف أساسي هو محاربة معارضي النظام التركي من الأتراك المقيمين في المجتمع الألماني وفرض رؤية النظام التركي المتطرفة على المجتمع”.

الخبير الألماني في علوم الأديان والتنظيمات المتطرفة الكسندر جورلاخ حذر من استغلال مؤسسات مثل (ديتيب) لأزمة فيروس كورونا وتجنيدها أتباعاً جدداً ونشرها الفكر المتطرف سواء في ألمانيا أو غيرها مطالباً السلطات الألمانية بحظر المؤسسات والتنظيمات العاملة على أراضيها من لها علاقات مشبوهة بتنطيم الإخوان الإرهابي.

أردوغان حول تركيا وجيشها إلى ذراع لتنظيم الإخوان الإرهابي ومنصة لدعم تنظيم “داعش” بهدف تحقيق أوهامه بإعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية البائدة لكن اطماعه اتسعت ولم تعد تعرف لها نهاية أو تقف عند حدود فامتدت من سورية التي دعم فيها الإرهاب بمختلف أشكاله لتصل إلى ليبيا وتكمل باتجاه ألمانيا وأوروبا.

سانا