حملة غربية لتشويه سمعة الصين بسبب كورونا

كتبت نتاليا بوترياكوفا، في “إزفستيا” عن حملة غربية تستغل نشأة فيروس كورونا وانتشاره لتشويه سمعة الصين.

وجاء في المقال: جلب النصف الثاني من أبريل إلى الصين العديد من الأخبار المخيبة للآمال. ففي السابع عشر منه، نشر المكتب الإحصائي الصيني بيانات عن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في الربع الأول من العام الجاري. وبموجبها، سجل الاقتصاد الصيني نموا سلبيا لأول مرة منذ العام 1992، عندما بدأت الإحصاءات في البلاد تأخذ في الاعتبار رسميا مؤشر الناتج المحلي الإجمالي. علاوة على ذلك، فإن الوضع الاقتصادي الحالي، وفقا للعديد من الاقتصاديين، يمكن مقارنته بأوقات نهاية الثورة الثقافية في العام 1976.

إلى ذلك، فمن المستحيل قياس الضرر الناجم عن انتشار فيروس كورونا لصورة الدولة، سواء بنسب مئوية أو أرقام. ففي أبريل، أصبح من الواضح أن الضرر الذي لحق بالسمعة حقيقي، كحقيقة الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها الصين.

وقد لعبت الولايات المتحدة الدور الأكبر في تضخيم المشاعر المعادية للصينيين في العالم. وفي الأيام الأخيرة، بدأ الأمريكيون ينشرون علانية فكرة أن الفيروس لم يظهر على الإطلاق في سوق الحيوانات البرية في ووهان، إنما خرج من جدران مختبر سري في ضواحي المدينة نفسها.

بدأ الموقف السلبي تجاه الصين ينمو ليس فقط في أمريكا. ففي منتصف أبريل، قال الزعيم الفرنسي إيمانويل ماكرون في إحدى المقابلات إن من السذاجة الاعتقاد بأن جمهورية الصين الشعبية تعاملت بشكل جيد مع وباء فيروس كورونا. كما أعرب وزير الخارجية البريطانية دومينيك راب عن وجهة نظر مماثلة، مشيراً إلى أنه سيكون على بكين، بعد نهاية الوباء، أن تجيب عن “أسئلة صعبة”.

بالطبع، في هذه الأوقات العصيبة، تبين أن لدى الصين أصدقاء مخلصين، وفي مقدمتهم روسيا. ففي المحادثة الهاتفية الأخيرة مع الرئيس شي جين بينغ، ثمن فلاديمير بوتين عاليا إجراءات الشركاء الصينيين التي أتاحت التحكم بالوضع الوبائي في البلاد، وسمى محاولات اتهام الصين بعدم إبلاغ المجتمع الدولي في الوقت المناسب بحدوث عدوى خطيرة بغير المثمرة.

ومع ذلك، تبقى الحقيقة، حقيقة، فأحداث الأسابيع الأخيرة تطرح أمام السلطات الصينية ليس فقط مهمة الانتعاش الاقتصادي، إنما وهدفا بعيد المدى مهما بالقدر نفسه، وهو: تجاوز الضرر الذي لحق بصورة البلاد على مستوى العالم.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: إزفستيا