أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء (14 إبريل)، تعليق تمويل منظمة الصحة العالمية، في خطوة حذر منها الخبراء بينما يواصل كوفيد-19 انتشاره عالمياً.
وأشار ترامب، خلال حديثه للصحفيين في البيت الأبيض، إلى أن ثمة مراجعة تجرى لتقييم دور المنظمة في التصدي لانتشار فيروس كورونا الجديد.
ويأتي هذا الإعلان في وقت يدافع فيه ترامب بقوة عن تعامله الخاص مع تفشي المرض في الولايات المتحدة، بعد تعرض إدارته لانتقادات كثيرة نتيجة تقليلها من خطر الفيروس في البداية وتأخرها في إجراء الاختبارات.
وفي ظل أزمة الصحة العامة العالمية، ستضعف تصرفات الولايات المتحدة أحادية الجانب هذه دون شك قدرة المنظمة في التصدي للوباء وتعرقل التعاون الدولي في مكافحته، وستضر في النهاية بمصالح مختلف شعوب دول العالم، ومن ضمنها الشعب الأمريكي، ويمكن القول إن واشنطن لا تؤذي الآخرين فحسب، بل تؤذي نفسها أيضاً.
فبعد تفشي فيروس الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد، تؤدي منظمة الصحة العالمية باعتبارها أكثر المؤسسات الدولية تخصصاً في مجال أمن الصحة العامة العالمية، دوراً لا غنى عنه في تعزيز التعاون لمكافحة الوباء.
وقد أكد البيان الصادر عن قمة مجموعة العشرين الاستثنائية الافتراضية، التي عقدت مؤخراً، ضرورة دعم منظمة الصحة العالمية لأداء دورها في تنسيق أعمال مكافحة الوباء على الصعيد الدولي.
إن عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس في العالم تخطى المليوني شخص، في الوقت الحاضر، وتفاقمت أوضاع مكافحة الوباء، وفي هذه اللحظة الحاسمة، قررت الولايات المتحدة وقف تمويلها لمنظمة الصحة العالمية، وهذا لا يعتبر خيانة أخرى لتعهداتها الدولية فحسب، بل هو تخريب خطير للتعاون الدولي في مكافحة الوباء أيضا، الأمر الذي قوبل بانتقادات شاملة داخل الولايات المتحدة وخارجها.
وليس خافياً على أحد أن واشنطن،حتى 29 فبراير 2020، كانت لا تزال متأخرة في دفع ما يزيد عن 70٪ من رسوم عضويتها بمنظمة الصحة العالمية لعام 2019، كما لم تدفع رسوم عام 2020 التي كان يجب دفعها بحلول 1 يناير من هذا العام.
وكشف مقال نشره موقع بوليتيكو، الإخباري السياسي الأمريكي المعروف، أن الكونغرس طالب بوضوح في ميزانية العام المالي 2021 التي أعلنها البيت الأبيض، منتصف فبراير/ شباط، بتعليق أكثر من نصف قيمة تمويل المنظمة.
ومع ذلك، فإن تعليق تمويل المنظمة لن يفيد في إنقاذ الوضع الوبائي الحرج في الولايات المتحدة، ولن يفلح في تحميل غيرها المسؤولية، ولن يخفي الحقيقة، وكما قال بوليتيكو، فإن القادة الأمريكيين أهملوا التحذيرات التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية، ما أدى إلى الوضع الحالي.
لقد لوحظ أن الحكومة الأمريكية الحالية منذ توليها المسئولية، كانت تتبنى موقفاً مناهضاً للعولمة في استجابتها لمعظم القضايا، ما تسبب في مشاكل مستمرة للمجتمع الدولي، وفي مواجهة الوضع الوبائي الآن، لا تزال واشنطن تفعل ما تريده، حتى إنها أصبحت قوة مدمرة للتعاون الدولي في معركة الوقاية من المرض ومكافحته.
إن الفيروس لا يعرف حدود جغرافية، والبشرية هي مجتمع المصير المشترك الواحد، والتضامن والتعاون هما أقوى الأسلحة للتغلب على الوباء، ونحن ننصح الساسة الأمريكيين بالعودة إلى المسار الصحيح للتعاون مع المجتمع الدولي لمكافحة المرض والتغلب عليه في أسرع وقت ممكن.
إذاعة الصين الدولية