“منذ البداية كنت واثقاً تماماً بانتصارها على الوباء، وتعتمد ثقتي على ثلاثة عوامل: وفاء الصين بوعدها وقدرتها واستعدادها لتغيير الذات وتحسينها،ولا شك في أنها، بقيادة الحزب الشيوعي، وبفضل نظامها السياسي وحكومتها القوية، قادرة على مواجهة الوباء بشكل أكثر قوة وفعالية وسرعة”..
هذه الكلمات قالها روبرت كوهن رئيس مؤسسة كوهن الأمريكي للصحفيين الصينيين مؤخراً، وكما يرى الكثير من العلماء والمراقبين، فإن القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني تعد أهم عوامل انتصار الصين على الوباء.
ففي السابع من يناير الماضي، وبمجرد بدء انتشار فيروس كورونا المستجد في الصين، ترأس الرئيس شي جين بينغ اجتماعاً للقيادة العليا لإصدار توجيهات واضحة بشأن الوقاية من الوباء والسيطرة عليه.
ومع تحديد أعلى مستوى لصنع القرار هدف ومهمة الوقاية من الوباء والسيطرة عليه أقام مجلس الدولة آلية الوقاية والسيطرة المشتركة وفرقة الإرشاد المركزية للتوجه إلى مركز الوباء، واستقبل المجتمع الصيني معركة الوقاية من الوباء بشكل منظم وعلمي.
وخلال فترة الوقاية من المرض والسيطرة عليه تفقد الرئيس شي جين بينغ بكين وووهان وتشجيانغ وشانشي، ما عكس مفهوم الحكم لدى الحزب الشيوعي الصيني المتمثل في الاهتمام بالشعب ونقل رسالة واضحة عن قدرة الصين في التغلب على الوباء، وأوضح الحزب الحاكم والحكومة في مواجهة الأزمة وبطريقة عملية أنهما أقوى المحافظين على مصالح الشعب.
وأرجع الكثير من المحللين تحقيق الصين نصراً كبيراً في معركة الوقاية من الوباء والسيطرة عليه خلال وقت قصير إلى قدرة الحشد الوطنية، وتفوق النظام المتمثل في تركيز القوة لإكمال المهام الكبرى، حيث أرسلت الدولة أكثر من 330 فريقاً طبياً وأكثر من 42000 فرد طبي بسرعة من مختلف المناطق بالصين، من أجل دعم مكافحة الوباء في هوبي ووهان.
ومن “إغلاق مدينة ووهان” السريع والحاسم، لاحتواء انتشار الوباء بفعالية، إلى التنفيذ السريع لقرارات الحكومة المركزية وتطبيق تدابير الوقاية من الوباء في جميع أنحاء الصين، إلى استجابة 1.4 مليار صيني لنداء الحكومة وعزل أنفسهم بوعي في المنازل، رأى العالم الخارجي أن المصلحة العامة فوق المصلحة الشخصية ومقدمة عليها.
وبينما يستمر تحسن وضع الوقاية من الوباء ومكافحته، تسرع الصين استعادة النظام الاجتماعي والاقتصادي، ودعا الرئيس شي جين بينغ خلال زيارته مقاطعة تشجيانغ، نهاية مارس، إلى ضرورة تبني سياسات مرنة تناسب الظروف، فعند حالات الطوارئ تكون صارمة، وعند تحسن الأوضاع تكون أقل صرامة، وكما عاين المجتمع الدولي، فإن هذا النوع من التعديل المرن والملائم للسياسات يعكس مرونة النظام الصيني وارتفاع قدرة الحوكمة الوطنية في البلاد.
وفي ظل تفشي فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) على النطاق العالمي، نجحت الصين في إطلاق عنان نقاط التميز في النظام الإداري، وتحقيق الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي، ما ساهم في تشجيع المجتمع الدولي وثقته بقدرته على العبور من نفق الأزمة، لهذا أعرب الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدنوهام غيبرييسوس عن تقديره لجهود الصين المبذولة للحد من انتشار الفيروس، مؤكداً أن تجاربها الإيجابية تستحق أن تستفيد منها دول العالم.
وأشار الرئيس شي جين بينغ إلى أن نجاح الحزب الشيوعي في كبح انتشار الفيروس يرجع إلى الاستفادة من الدروس السابقة وتحسين الذات باستمرار، الأمر الذي جسد نقاط تميز النظام الصيني.
ويرى المحللون السياسيون أن نظام الصين وقدرتها الإدارية سيتحسنان بصورة كبيرة بعد المرور بهذه الأزمة، كما سيصبح دورها في تحمل المسؤوليات الدولية أكثر وضوحاً.
إذاعة الصين الدولية