يؤمن الشاعر السوري المغترب جعفر أحمد حيدر بأن الشعر عملية خلق وتجديد وأن الحداثة ضرورة لا بد منها للارتقاء بأذواق الجماهير نحو الجمال والإبداع.
الشاعر حيدر الذي يقيم في جمهورية التشيك منذ عقود تحدث خلال حوار مع سانا الثقافية عن أهمية دور المثقفين السوريين في المغترب لإحياء الثقافة العربية عموماً والسورية خصوصاً ووقفوهم خلال الحرب الإرهابية على وطننا إلى جانب الحق فشرحوا بقصائدهم ومحاضراتهم ومنتدياتهم الصورة الحقيقية التي حاول أعداؤنا تشويهها.
ويعود حيدر بذاكرته إلى طفولته المبكرة حيث ساهم نشوؤه في بيت علم وفكر بتكوين ذخيرة معرفية وخلفية ثقافية عالية من خلال مكتبة الأسرة الغنية وموهبة والده الشعرية وتأكيده على حرية الفكر.
وحول نظرته للشعر رأى أنه عملية خلق وتجديد يقوم على التقدم والمعرفة وسلاحه الرفض والشك والتأمل معتبراً أن كون الشعر ثقافة فهو يتطلب من قائله أن يكون الأكثر معرفة حتى يستطيع خلق المعاني والعبارات الجديدة ويتصدى لقبح العالم محاولة للوصول إلى الكمال.
ويميز حيدر بين الشعر والشاعرية فالأخيرة برأيه حالة توجد في كل أمر لكن الشعر لا يوجد إلا في القصيدة والشاعرية يمكن أن توجد في النثر لكنه لا يسمى شعراً لأنه يفتقر إلى الوزن لذلك يحاول شعراء النثر تنغيم إلقائهم وموسقة نصوصهم لتبدو موزونة لافتاً إلى أنه ممن تربوا على الشعر العمودي وشعر التفعيلة.
ويعتقد حيدر أن الحداثة كانت أمراً لا بد منه للارتقاء بأذواق الجماهير وانفتاحهم على الجمال والإبداع، مشيراً إلى الظاهرة الرحبانية التي ارتقت بالذوق العام لمستويات رفيعة في الشعر لتأتي بعدهم مرحلة الشاعرية التي كتب عنها الكثير وتحدثوا عن موسيقاها الداخلية.
الشاعر حيدر الذي يعيش في المغترب منذ سنوات عديدة أوضح أنه كان يقيم ندوة شهرية ثقافية في منزله جمعت المثقفين العرب في براغ وحضرها أدباء من أقطار عربية ثم تطورت إلى المنتدى الثقافي العربي الذي لقي مساندة من جمعية الصداقة العربية التشيكية منوهاً بالدعم الذي تلقاه المنتدى من اتحاد الكتاب في الجزائر.
ويهدف هذا المنتدى بحسب حيدر إلى إيصال رسالة الشرق إلى الغرب والتي تدعو إلى نشر المحبة والتسامح ونبذ العدوان، لافتاً إلى أن إعادة إطلاق أدب مهجر معاصر أسوة بأدب المهجر في نهايات القرن الـ 19 غير ممكنة لأن العالم تحول إلى قرية صغيرة بفعل وسائل التواصل الاجتماعي ولم يعد ابن المهجر معزولاً عما يحصل في بلاده.
وتوقف حيدر عند الدور الفعال الذي قامت به الجالية السورية في التشيك وخاصة المنتدى العربي لإيصال الصورة الحقيقية لما يحصل في سورية من حرب إرهابية منوهاً بالدور الذي قام به شباب سوريون في التشيك للدفاع عن مكانة وطنهم ورسالته الحضارية ومنهم نجله أحمد الذي يعمل أستاذاً للبيانو والأوبرا التشيكية في الكونسرفاتوار وأسس صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي للحوار حول سورية باللغتين التشيكية والإنكليزية.
يذكر أن الشاعر حيدر من مواليد محافظة اللاذقية صدر له العديد من المجموعات الشعرية نشرت في ألمانيا ورومانيا والتشيك إضافة إلى كلمات أغان لحنها له الكونسرفاتوار في هولندا وأغنية لفيلم بمشاركة مجموعة شباب من سورية في المغترب.
سانا