أخطاء رئيسية ثلاثة لبعض السياسيين الأمريكيين في مكافحة الوباء

أخطاء رئيسية ثلاثة لبعض السياسيين الأمريكيين في مكافحة الوباء
أخطاء رئيسية ثلاثة لبعض السياسيين الأمريكيين في مكافحة الوباء

مع ازدياد عدد الإصابات والوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد(كوفيد – 19) في الولايات المتحدة، ازداد بعض السياسيين الأمريكيين جنونا في هجماتهم على الصين. من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، إلى المستشار التجاري بالبيت الأبيض بيتر نافارو، إلى السناتورين توم كوتون وليندسي غراهام، تناوب هؤلاء الأشخاص على مهاجمة الصين وتوجيه التهم لها، قائلين إن “الفيروس نشأ في الصين” و”الصين تخفي المعلومات عن الوباء”، مطالبين الصين بأن تكون مسؤولة عن انتشار الوباء في أنحاء العالم.

الحقائق هي الحقائق. فمنذ البداية، قام المجتمع الدولي، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية، بتقييم عادل لما إذا كانت الصين قامت بعمل جيد في الوقاية من هذا الوباء ومكافحته. وفي الأيام الأخيرة، ولثلاثة أيام متتالية، نشرت مجلة “الطبيعة” الأسبوعية الدولية الشاملة افتتاحية بعنوان “وقف الوصم باستغلال فيروس كورونا الجديد”، أعربت فيها عن اعتذارها لربط الفيروس بمدينة ووهان الصينية ومعارضتها لوصم السياسيين الأمريكيين للصين.

والواقع أن هزيمة الفيروس تتطلب الروح العقلانية العلمية وليس الشائعات. وأشارت وسائل إعلام أمريكية إلى أن الحكومة الأمريكية تنفذ حاليا استراتيجية جديدة للانتخابات، حيث تحاول وصف الصين كالمسؤول الرئيسي عن الوباء العالمي. ولكن محاولاتهم العديدة لم تنجح في خدع المجتمع الدولي، ولا في إخفاء أخطائهم الرئيسية الثلاثة في مكافحة فيروس كوفيد – 19.

الخطأ الأول: الاستخفاف والمماطلة بسبب قلة المعارف والتكبر، مما أفقدهم شهرين قبل اتخاذ إجراءات فعالة.

أفادت وسائل إعلام أمريكية يوم 12 إبريل أن البنتاجون الأمريكي عرف من خلال التقارير الإعلامية الصينية أحوال انتشار فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) في ديسمبر 2019، وأن الحكومة الأمريكية بدأت تتابع مستجدات تفشي الفيروس مطلع يناير الماضي، وأنه في يوم 3 يناير، تلقى مدير المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها روبرت رادفيلد اتصالاً هاتفياً من السلطات الصينية للتحذير، لكن وزير الصحة والخدمات العامة أليكس أزار لم يجد فرصة لتقديم التقرير المعني إلى الرئيس الأمريكي إلا في ال18 من يناير، حيث اعتبرت وسائل الإعلام أن الحكومة الأمريكية حاولت الاستخفاف بمخاطر تفشي الفيروس، ولم تقم بتوفير الاحتياطات الكافية من المواد الوقائية، معتبرة أن المعلومات المعنية من الصين بـ”غير صادقة”.

الخطأ الثاني: انتقال الجهود إلى التنافس الحزبي، وعدم التركيز على مكافحة كوفيد-19.

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقالاً يوم 11 إبريل، أكدت فيه أن المسؤولين الأمريكيين لم يركزوا الجهود على مكافحة كوفيد-19، مع إهمال تحذيرات المدراء رفيعي المستوى، مشيراً إلى أن تباين الآراء بين المسؤولين والتردد في اتخاذ قرارات وعدم الاهتمام بآخر مستجدات انتشار الفيروس ادت إلى فشل الحكومة الأمريكية في الحد من تفشي المرض في البلاد.

استمرت الخلافات في الوقت نفسه ، بين الحزبين في الولايات المتحدة، وزارة الصحة وإدارة الميزانية بالبيت الأبيض، حول تمويل مكافحة الوباء حتى وقع الرئيس الأمريكي في 6 مارس على مشروع قانون مخصصات تكميلية طارئة، لكن بعد فوات الأوان.

الخطأ الثالث، التفكير بمنهج “الولايات المتحدة أولا” يقوض التعاون الدولي في الوقاية من الوباء.

وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس مؤخراً في صحيفة “الشرق الأوسط” أن الفيروس لا يعرف الحدود الوطنية، فمكافحة الوباء تتطلب التضامن والتعاون، ولا تجوز فيها الأنانية. لكن أداء الولايات المتحدة في التعاون العالمي للوقاية من الوباء أمر مخيب للآمال. من السرقة الصارخة للأقنعة من الدول العديدة، إلى نية احتكار اللقاحات التي تطورها الشركات الألمانية، إلى التهديد بوقف تمويل منظمة الصحة العالمية ، فإن ما فعلته الولايات المتحدة كشف بلا شك عن “أنانيتها الوطنية”.

“إن الفيروس لا يميز وجميعنا في الخطر”. لقد اخطأت الولايات المتحدة تكرارا في مواجهة الوباء وذلك بسبب أن أصحاب القرار في واشنطن لم يدركو هذه النقطة ولم يركزوا على إنقاذ الأرواح وهذا سبب جذري لفشل الوقاية من الوباء والسيطرة عليه في الولايات المتحدة.

إذاعة الصين الدولية