هل ستُوقف «كورونا» الحرب في سوريا؟ ,,, بقلم صاحب الموقع – فخري هاشم السيد رجب

هل ستُوقف «كورونا» الحرب في سوريا؟ ,,, بقلم صاحب الموقع - فخري هاشم السيد رجب
هل ستُوقف «كورونا» الحرب في سوريا؟ ,,, بقلم صاحب الموقع - فخري هاشم السيد رجب

لا شك ان الحرب في الشمال السوري ثلاثية الأطراف ونستطيع ان نطلق عليها الحرب السورية – التركية – الروسية، والجميع بات يعلم اهمية مدينة سراقب كونها تتحكم بأهم طريقين دوليين، الاول يربط حلب باللاذقية، والآخر يربط حلب دمشق فعمان، ولم يعد خافيا على أحد كيف أن تركيا اخترقت العديد من الخطوط الحمراء وخرقت الاتفاقيات من خلال تزويد المسلحين وبعض المصنفين دوليا بالمجموعات الارهابية بصواريخ تُحمل على الكتف، بينما الروس متسرعون لإيجاد حل لمنطقة إدلب.. صحيح ان لروسيا مصلحة وعلاقة اقتصادية مع تركيا الا ان مصلحتها مع سوريا تفوق ذلك بكثير، فقواعدها العسكرية الموجودة على الأراضي السورية يعني ان الأخيرة حليف عسكري قوي، وذلك يقتضي استقرارا لها اي سوريا. في الواقع ما فعلته تركيا كان مقامرة وليس مغامرة ويبدو انها خاسرة بكل المقاييس، فلا الجيش السوري انكسر والناتو تخلى عنه وقد منحهم فرصة لذلك من خلال الضغط بورقة المهاجرين ومن خلال إرسال خمسة آلاف مقاتل لمقاتلة حليفهم في ليبيا. إنها مجموعة معطيات جعلت اردوغان في موقف صعب يشبه وضع صدام حسين في مرحلة من المراحل، فعلى الرغم من انه محاط بأعداء مثل قبرص وروسيا وسوريا وإيطاليا، الا انه انسحب من سوتشي ومن اتفاقية اضنة في الوقت الذي يتساءل الأتراك في الداخل لم التورط وما الهدف؟! ضغط من نوع آخر فما يصيب العالم من وباء كورونا، تركيا ليست بمنأى عنه، وهي الآن في موقف لا تحسد عليه، فالوباء اخترق صفوف الجيش التركي وصفوف الجماعات المسلحة، وهما على تواز في أرض المعركة، وقد اُعلن منذ فترة عن الاشتباه بـ 38 حالة تم إرسال عيناتها إلى تركيا، حيث اعترفوا بعد الفحوصات بإصابة اثنين، وقد صرح مسؤول مكتب منظمة الصحة العالمية في مناطق شمال غرب سوريا الدكتور محمد الضاهر بأنه لا توجد مختبرات مختصة بكشف الفيروسات في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية، وان ما يقال عن وجود تدريبات للعاملين في القطاع الطبي امر غير كاف، لأننا بالنتيجة في ساحة معركة وكل مؤشرات انتقال العدوى متوافرة، والواقع هذا أمر قادرعلى تحريك الداخل ضد رئيسهم الذي دفع بأبنائهم إلى الموت.. فهل يستدرك ويقتنع ان ما قام ويقوم به ليس إلا انتحارا، وهل يفعلها ويعلن انسحابه وهل تفعل كورونا ما لم يستطع فعله أحد؟ نتمنى السلامة للجميع، لكن في نفس الوقت نتمنى ان ينطبق المثل القائل رُبّ ضارة نافعة لتنتهي هذه الحرب.. ودمتم بخير.

فخري هاشم السيد رجب – القبس الكويتية  https://alqabas.com/article/5764250