تحت العنوان أعلاه، كتب إيفان ستارودوبتسوف، في “موسكوفسكي كومسوموليتس”، حول الاتفاق على تجميد مؤقت للصراع في سوريا، فهل ستتمكن موسكو من حفظ ماء وجهها مع الأسد دون خسارة تركيا؟
وجاء في المقال: على مدى السنوات القليلة الماضية، تستعرض تركيا نزوعها إلى أن تغدو قوة عظمى إقليمية. وبهذا المعنى، فإن سوريا بالنسبة لها أقرب ساحات الاستعراض الخارجية.
اليوم، يرسم الأتراك خريطة مصالحهم الاستراتيجية، ويستعرضون استعدادهم للدفاع عنها، ليس فقط على الطاولة الدبلوماسية، إنما وبقوة السلاح. وبالتالي، يتولد عن هذا النهج سؤال: متى وأين ستصطدم روسيا مع تركيا، وماذا سيحدث بعد هذا التصادم؟
شكليا، بدت روسيا في الـ 5 من مارس وكأنها الجانب الأقوى في المفاوضات وكأنها خرجت منها منتصرة. فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هو من جاء إلى موسكو، وليس العكس.
لكن المشكلة أن تركيا اليوم، في نظر المجتمع الدولي، هي الجهة صاحبة الحق في النزاع المسلح في سوريا، الجهة التي تعرضت لهجوم من “نظام دمشق “. فالمجتمع الدولي، يفضل عدم الحديث عن الإرهاب الدولي الذي استقر في إدلب هذه الأيام.
ومع النهج التركي الذي يسعى إلى إسقاط الأسد، فإن العملية السياسية مستحيلة من دون حل نهائي لقضية إدلب. ففي حين كان من الممكن في وقت سابق بناء أوهام حول إمكانية أن يجلس أردوغان والأسد على طاولة مفاوضات واحدة، فبعد أحداث أوائل هذا العام، لم يعد لهذه الأفكار محل.
كما أن الحل النهائي لمعضلة إدلب مستحيل، من دون أزمة أخرى بين روسيا وتركيا. وتكاد تكون معجزة أن قوات البلدين لم تشتبك حتى الآن. ومع أن اجتماع مارس في موسكو جمّد الوضع في ميادين المعارك السورية، إلا أنّه لم يمهد الطريق للتسوية، حيث العملية السياسية في مأزق.
وهكذا، يبدو أن الخطة الروسية لإنقاذ دمشق الرسمية لم تأخذ في الحسبان أن تحقيقها سيكون على حساب العلاقات الروسية مع تركيا. ومع ذلك، فلا تستطيع موسكو التراجع، ما يجعل علاقاتها مع أنقرة غير مستقرة. ولم يعثر الجانبان، الروسي والتركي، في موسكو، على حل لهذه المسألة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة